يجب أن يروي الآباء قصة غزوة أحد للأطفال؛ بحيث يحمل كل صحابي استشهد في هذه الحرب درسًا في الجهاد والمدينة التي يقدرها ويقدرها كل مسلم، حتى يتعلموا منها أيضًا دروسًا ودروسًا تنفعهم في الدنيا والآخرة. وفيما يلي تفاصيل الأحداث التي وقعت في غزوة أحد.
قصة غزوة أحد
شعر كفار قريش بالذل بعد الصدمة التي تلقوها في غزوة بدر والخسائر الفادحة التي لحقت بهم، سواء من حيث موت أفضل وأشجع فرسانهم أو الشعور بالذل والعار بين جيرانهم. القبائل العربية، التي شعرت بالتهديد أكثر من فكرة أن قوة الإسلام ستزداد قوة، زادت رغبتها في السيطرة على المسلمين وإطفاء نار الإيمان في نفوسهم.[1]
ومن ثم بدأت نيران الحرب تشتعل، وشن المشركون العديد من الهجمات والهجمات العسكرية على قوافل وشركات المسلمين. الشام، مما جعل نفوس المؤمنين تمتلئ بالرغبة في الجهاد والتصدي لهذه الأعمال، ويمكن القول إن هذه الشرارات كانت أولى العلامات التي أدت إلى بداية غزوة أحد.
::
سبب غزوة أحد
لم يكن السبب الوحيد لقصة غزوة أحد هو رغبة المشركين في الانتقام؛ ولم يقتصر الأمر على ما حدث لهم في غزوة بدر فحسب، بل أغلق المسلمون أيضًا جميع طرق التجارة التي كانت قريش تتاجر عبرها مع الشام، وكان المشركون يعلمون أن سيطرة المسلمين على طرق التجارة كانت نعمة لتاريخهم. المسمار الأخير في نعش كبار تجار مكة وأعيانها من كل أنحاء العالم. لقد مضى التاريخ.[2]
وترك أسطول من تجار قريش بقيادة أبو سفيان بن حرب غنائم من الفضة للتجارة. وأرشدهم فرات بن حيان بنو بكر في الرحلة. وأرسل زيد بن ثابت، الذي استولى على المدينة، وإبله وبضاعته، وردها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعندما أدركت قريش بوضوح أن جميع طرق التجارة غير آمنة، قرروا مهاجمة فرات بن حيان وحاشيته، لكن وصلتهم معلومات تفيد بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقه. أحد أعداء الإسلام، وهو الذي تسبب في عودة المسلمين للاستعداد لحرب جديدة، ولكن بعد التعاون مع اليهود وغيرهم.
أهم أحداث غزوة أحد
وفي ضوء الأحاديث حول قصة غزوة أحد، تجدر الإشارة إلى كيف استعد محمد والصحابة خير البشر لهذه المعركة، كما أعد النبي محمد جيشه المكون من 700 محارب لمواجهة بعضهم البعض. جيش المشركين المكون من ثلاثة آلاف مقاتل بقيادة سفيان بن حرب على جبل أحد بالقرب من المدينة المنورة.
وقاد صلى الله عليه وسلم لواء الجيش وقسمه إلى كتائب مهاجرة وإيواء وحضرة، وكانت المجموعة الأولى بقيادة مصعب بن عمير، والمجموعة الثانية بقيادة أسيد بن حضير. والثالث تحت قيادة حباب بن منذر، وعن يمين جيش المشركين خالد بن وليد، وعن يساره عكرمة بن أبي جهل.
طلب نبينا من 50 رجلاً أن يصعدوا الجبل، ليحموا ظهور المؤمنين من خيل المشركين من جهة الغرب، وأكد على ألا ينزلوا من مكانهم مهما كان الأمر، علماً أن هذا من أحد. من أهم واجباتهم. وما حدث في غزوة أحد كان خيانة المنافق عبد الله بن أبي سلول الذي تراجع بثلث الجيش. وحاول عبد الله بن عمرو إقناعهم بالعودة من أجل إثارة الفتنة والخوف بين المؤمنين، لكنهم رفضوا.
وفي أول الحرب كان الله في عون المؤمنين وكان في صفهم، حتى أن طلحة بن أبي العبدري كان ينادي المسلمين ويخبرهم أن سيوفهم تسرع السماء وسيوف السماء. كما كان المشركون يعجلون بالجنة. الجحيم، الجولة الأولى، كان مصير المؤمنين.
شهداء غزوة أحد
ومات كثير من المسلمين في غزوة أحد، وبلغ عدد الشهداء 70 شهيداً، منهم حمزة عم النبي الذي قطعت هند بنت عتبة جسده مما أحزن النبي. كما جاء في الحديث الشريف التالي صلى الله عليهم:
«في يوم أحد نظر نبينا (ص) إلى حمزة المقتول والممثل، فرأى منظرًا أشد ألمًا ورعبًا مما رأى من قبل، فقال: رحمك الله، أنت واحد» “من الذين يدخلون الأرحام، إنك من المحسنين، ولو لم يسرني حزن من بعدك لتركتك”. من مختلف الفئات… ” [رواه أبو هريرة].
وأقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقطع جثث سبعين مشركاً انتقاماً منه، ولكن في هذا الوقت نزلت الآية الكريمة التالية: {إن عاقبتم فعاقبوا كما عذبتم. ولئن صبرتم فهو خير للصابرين } . [النحل: 126]فاستغفر عليه الصلاة والسلام وامتنع عن فعل ما أراد.
::
نتائج غزوة أحد
لقد تضمنت قصة غزوة أحد عواقب كثيرة. وأبرز هذه هي:
- لقد تعلم المسلمون درسا لا ينسى في ضرورة إطاعة أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- مع العلم بوجود منافقين في صفوف المؤمنين، وإدراك خطرهم في إضعاف الجيش وإحباط المسلمين.
- والهزيمة التي لحقت بالمسلمين في البداية أدت إلى تراجع مكانتهم بين قبائل العرب، وانتصر مشركو قريش واليهود، وخسروا قسما كبيرا من الصحابة.
وفي نهاية المقال الذي يحكي قصة غزوة أحد، كما ذكر حمزة، يتبين أن غزوة أحد كانت من الغزوات التي أحدثت أكبر فرق في تاريخ الإسلام وألحقت خسائر فادحة بالمؤمنين. مات عم الرسول، وقام المشركون بتقطيع جسده، ورغم النصر تعلم المسلمون دروسا لا تنسى.