لقد اختار الله الأنبياء من الخلق ليبلغوا رسالاته للعالمين ومنهم سيدنا موسى. حيث أمره الله أن يذهب إلى فرعون بنفسه ويخبره بكلمة بسيطة ولطيفة تدعوه إلى عبادة الله وحده وتوحيده. وفي هذا الوقت صلى سيدنا موسى دعاءه المعروف: “الرب والرب”. وتفسير دعاء سيدنا موسى هو كما يلي:

  • يا رب أعلن لي صدري: بهذه الكلمات دعا موسى ربه أن يوسع قلبه ويملأه بالإيمان والحكمة والنور، حتى يستطيع أن يحتمل معاناة الشعب ويحول صعوبة مهمته إلى راحة.
  • وسهل لي أمري: أدعوك اللهم سهل لي الطريق الذي أسلكه، وأعني عليه وعلى دعوة الرجال، وهون لي مآسي الطريق.
  • وَاحْلُ عُقْدَةٍ مِنْ لِسَانِي: يدعو موسى هنا أن يوفقه الله، فيكون لكلامه أثر طيب في الناس، ويختار أحسن الكلام ليدعوهم.
  • واجعل لي وزيراً من أهلي: طلب موسى من الله أن يجعل له وزيراً من أهله، وأكمل الدعاء بـ “هارون أخي” من لباقة أخيه وحسن كلامه.
  • لكي نحمدك كثيرًا: حتى نساعد بعضنا البعض على ذكرك وحمدك وشكرك ونحن نقوم بمهمتنا.
  • في الواقع، كنت شاهداً لنا: موسى يعلم أن الله معه ويطلب منه مساعدته وأخيه في تنفيذ المهمة.

سبب صلاة نبي الله موسى بهذه الصلاة

أما سبب طلب سيدنا موسى أن يسأل الله أن يشرح له صدره فقد تمثل في النقاط التالية:

  • وكلّف الله موسى بالذهاب إلى فرعون ليرشده في وقت كان فرعون متكبراً ومتكبراً ولا يستطيع أحد السيطرة عليه.
  • ثم طلب من الله أن يؤيده بهذا الدعاء، وأن يعينه على هذه المهمة الصعبة، فكان يكررها مرارا وتكرارا.
  • كما طلب من الله عز وجل أن يعين أخاه هارون لمساعدته في هذه المهمة. ولأن هارون كان شخصًا فصيحًا وحسن الكلام، فقد كان قادرًا على مساعدة أخيه في التبشير واختيار كلماته.
  • وأعاد الصلاة لأنه كان خائفاً جداً من مواجهة فرعون الذي كان شديد الكفر والعناد ويصعب التعامل معه.

ربي إن أنزل علي الخير فما أجد له تفسيرا

وكان هذا الدعاء من الأدعية المذكورة عن نبي الله موسى. وتكررت على لسانه وتناقل تفسيره بين أهل العلم على النحو التالي:

  • وأوضح المفسرون أن هذا الدعاء ذكره موسى نبي الله عندما كان يسير في الأرض وقد نالته بؤس شديد، فلم يجد ما يأكله ولا يشربه، وكان جوعه في أشده.
  • وحينها تذكر موسى أن الله كان له دائمًا عونًا وسندًا حسنًا، فالتفت إليه وهو يشعر بشدة البؤس، ودعا ربه: «رب بكل ما فيك من خير أرسلتني إليه». إلى الأسفل، أنا فقير.”
  • لقد كان موسى يعلم أنه لا يوجد تعارض بين الصبر والدعاء لربه أن يعينه ويعينه، وأنه حتى في أصعب الأوقات كان عليه أن يدعو الله بأفضل وألطف الكلمات.

ربي عندما أنزلت علي الخير كنت فقيرا إلى الزواج

هناك أشخاص يجدون صعوبة في العثور على شخص مناسب للزواج والعيش معًا، فيلجأون إلى الله ويطلبون منه العون والفرج من خلال أدعية مثل:

  • رب إني لما أنزلت على نفسي من الطيبات كنت فقيرا. وهذا الدعاء من الأدعية التي أوصى بها العلماء لتعجيل الزواج والاستعانة بالله.
  • ثم يمكن للداعي أن يضيف أي دعاء يشاء، داعياً الله أن يرزقه الزوج الصالح والذرية الصالحة.
  • إلا أنه لم ينقل عن رسولنا الكريم أن هناك أدعية محددة يمكن الاستناد إليها في طلب الزواج، ولكن أكد العلماء أن هذا الدعاء لا ضرر فيه؛ لأنه لا يحتوي على شر ولا شر.

ربي ما أنزل علي من خير إلا كان أمري سيئا

شرح لدعاء سيدنا موسى: “رب إني نزلت كنت فقيرا” وهذا يدل على أن اللجوء إلى الله هو الأمان الوحيد في أوقات البؤس. وقد نصح العلماء الناس بهذا، بل وذكر كثير من الناس تجاربهم مع هذا الدعاء في أوقات الشدائد، منها:

التجربة الأولى:

  • وفي سن الثلاثين تزوجت من رجل حسن الخلق واللطف. عشنا بشكل مريح وتم تلبية جميع احتياجاتنا، ولكن في أحد الأيام فقد زوجي وظيفته وتركنا بدون مال.
  • ثم بدأ يبحث عن عمل آخر، وكان بالكاد يكفي لأبسط الأشياء. في ذلك الوقت كنت أسمع زوجي يردد الصلاة كثيرا لدرجة أنني كدت أشعر بالملل منه.
  • لكن بعد أن أصر زوجي على الدعاء ولم ييأس، رأيت أن الله كان يبارك لنا في أرزاقنا، ويفتح علينا، ويكون سندنا الوحيد في الحياة في هذا الوقت العصيب.

التجربة الثانية:

  • ذكر شاب مسلم أنه بعد الزواج تراكمت عليه الديون وعليه التزامات كثيرة لا يستطيع سدادها.
  • ثم وهو يحضر خطبة الجمعة، سمع الشيخ يردد هذا الدعاء، ويحكي له قصة سيدنا موسى، ويتحدث عن فضل التحدث إلى الله به في أوقات معينة.
  • ثم بدأ الشاب يردد الدعاء مراراً وتكراراً، وبعد المثابرة عليه إيماناً بأن الله سيفرج أحزانه، تحسنت حالته كثيراً، واستطاع أن يسدد ديونه، ففارقه ذلك الحزن.

ربي إن أنزل علي الخير فأنا فقير ألف مرة

وقد بين العلماء شرح دعاء سيدنا موسى وفضل تكراره مرات عديدة. وقيمة هذا الدعاء تكمن في:

  • توفير اللجوء إلى الله تعالى للإنسان المسلم متى أراد؛ حيث يمكنه أن يختار الكلمات التي يتوسل إليه بها ويطلب المساعدة، وهذا لا يتعارض مع صبر المسلم على…
  • إن اتباع سنة الأنبياء، والاستعاذة من الفقر وشروره، وسؤال الله أن يبعدنا عن الفقر، أمر مباح يحفظ مال المسلم ونفسه.
  • حافظ على تواصل المسلم مع ربه، وامنحه فرصة الشكوى إليه دون حرج.

وفي النهاية يمكن للمسلم أن يدعو ربه بكل ما يخطر على باله دون أن يستقر على دعاء معين، ولكن هناك بعض الأدعية الواردة عن الرسل والأنبياء لها فضل كبير في إصلاح حياة الإنسان.