إن بر الوالدين من الواجبات المفروضة على كل مسلم، بل وعلى كل إنسان. وقد أمر الله العبد في كتابه القويم، وقد وعظنا النبي وأمرنا في أحاديث كثيرة بأهمية طاعتهم. والتقصير في هذا الأمر عقوبة شديدة للعبد، وقد ربط الله طاعته بطاعة الوالدين، وهذا يدل على أهمية عدالهما والأجر العظيم الذي سيحصل عليه العبد إذا أحسن إليهما.

موعظة في فضل بر الوالدين

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. لقد أنعم الله علينا بنعم كثيرة، ولعل أهمها بركة والدينا. إن حساب الإنسان في الآخرة مرتبط بمعاملة والديه. في هذه الأيام ينسى الأطفال والديهم بسبب انشغالهم بعملهم وحياتهم.

على عكس ما أمرنا الله به وهو الاهتمام بهم وحسن معاملتهم، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل بعد وفاتهم نصلي لهم ونترحم عليهم، وللآب فضل كبير تجاههم. ذلك العبد في حياته وفي آخرته.

وهو من أكثر الأعمال شعبية عند الله عز وجل. عندما سئل النبي عن أحب الأعمال وأفضلها عند الله

(أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها. قال: ثم ماذا؟ قال: بر الوالدين).

كما أنها من أشهر الأعمال التي يكسب بها العبد حسنات كثيرة، والله يضاعفها لمن يشاء. وقال النبي عن صلة الرحم.

(فليصل الذين يفرحون بزيادة الله في رزقهم وطول في أعمارهم إلى أرحامهم).

أهم الأسباب التي تسرع إجابة دعاء العبد كما أخبرنا النبي

(ثلاث لا ترد: طلب الوالد لولده).

كما يستمتع بدعاء والديه الذي لا يرد، ويرفع مكانته في الدنيا والآخرة. ومن أحسن إلى والديه سيذكره الناس ويلاحظ رزقه ويوفقه الله في الدنيا في كل ما يفعله في حياته.

وبر الوالدين يترتب عليه حصول العبد على أجر الجهاد، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال:

(جاء رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد، أحتسب الأجر من الله، قال: هل ما زال أحد والديك حيا؟ قال: نعم، بل كلاهما، قال: أتبتغي الأجر من الله؟ قال: نعم، قال: فارجع إلى والديك فحسن صحبتهما).

ولذلك فإن رعاية الوالدين ورعايتهم نوع من الجهاد في سبيل الله، مما يكمل إيمان المسلم، ويخفف عنه المشقة.

وفي نهاية هذه الخطبة أنصحك بالابتعاد عن الإسلام لأنه خسارة في الدنيا والآخرة. إنها خطيئة عظيمة. إذا أردت أن تقوي دينك، فتقرب إلى الله، وتصل رحم الله، وبر والديك، وأحسن إليهما.

تحميل خطبة رسمية عن بر الوالدين بصيغة PDF

موعظة خاصة عن بر الوالدين والإحسان إليهما

كما يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أدى الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة. وأنزل الله من خلاله ذلك الحداد يا عبد الله، أن بر الوالدين من أهم فضائل الله التي أنعم بها على المسلم. اخبرنا.

(واعبدوا الله ولا تشركوا به وبالوالدين إحسانا) سورة النساء

هناك أعمال كثيرة يمكن للخادم أن يفعلها من أجل البر بوالديه. أبسط أنواع اللطف هو اللطف باللسان. إن اللطف معهم ومناداتهم بأشهر الأسماء هو من أعظم الأشياء التي يمكنك القيام بها. ولا ينبغي للولد أن يكلم والديه في غيابهما إلا بكل لطف وأدب.

وهو أمر الله لعباده. قال الله تعالى:

(سيكبر معك أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الرحمة وقل ربي رب ارحمهما كما ربياني صغيراً». [ الإسراء: 24]

ويجب عليك أيضًا طاعتهم في جميع أوامرهم والبحث عن أعذار لغطرستهم. وتعامل معهم بالتواضع، فلا تتكبر عليهم ولا تقول لهم كلمة سيئة. قال تعالى:

(واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) سورة الإسراء

والتربية تشمل خفض الصوت وعدم إزعاجها، والقرب من الأم، ومحبتها، وتوفير احتياجاتها، والإحسان إلى أهلها، ورحمة ضعفها. وأشكرها على وقوفها المستمر من أجل دورها والصلاة من أجلها. ويجب على المسلم أن يجاهد نفسه ويكرمها ولو لم يكن مسلما.

وإن أرادوا أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهم وأحسن إليهم في الدنيا واتبع سبيل من أناب إلي. ثم إن لي لكم ارجعوا فإنبئكم بما كنتم تعملون (15) سورة لقمان

واعلم أن الجنة تحت أقدام الأمهات والدليل على ذلك

جاء رجل إلى النبي يريد الجهاد، فأمره النبي أن يرجع ويبر أمه. رد الرجل رغبته في الجهاد، فأمره النبي أن يرجع ويبر أمه. وفي الثالثة أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: (ويلك خذ قدمها ولك الجنة).

الجنة لا تعتمد على حسناتك في الدنيا فحسب، بل على مدى حسن معاملتك لوالديك. كلما أحسنت معاملتهم، وصلت إلى أعلى المراتب. العدالة ليست أن تفعل أو لا تفعل فعلًا آخر، بل أن تلتزم به جميعًا أو بما يمكنك فعله.

موعظة عن عقوق الوالدين

بسم الله الرحمن الرحيم. ولكم مني الصلاة والسلام. والحمد لله رب العالمين الذي لا يمل من كثرة السؤال. فسبحانه إذا سئل، أعطى وأجاب، آمراً عباده أن يسألوه وحده، ولا يلتفتوا إلى غيره. عبد الله، جعل الله دارك، وجنتك، دارك في الآخرة.

ولكن بعد ..

نبدأ مناقشتنا حول الرضا. فإذا كان رضا الوالدين وعقوقهما لله يغضب العبد، وماذا تعرف عن غضب الله؟ وقد أخبرنا النبي أن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر عندما سئل عن أعظم الكبائر التي نهانا الله عنها (الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين) لأن فيهم إثما عظيما وعقوبة أعظم . .

لن يكون هناك عقاب في الآخرة فحسب، بل في الدنيا أيضًا. فقد جاء عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(فصلان عجّل في الدنيا عقوبتهما: البغي والعصيان).

كان هناك الكثير من التصرفات التي كانت تحرم عليك مع والديك، مثل عصيان أوامرهما، ومعاملتهما السيئة، وعدم احترام سنهما. ونلاحظ في عصرنا هذا كيف يعامل الأطفال والديهم، ويأخذونهم إلى الملجأ، ومنهم من يقتل والديه من أجل المال وغيرها من الأشكال التي تدمره. القلب.

لو عرف هؤلاء الأشخاص عقوبة أفعالهم، لكانوا قد أنكروا والديهم طوال حياتهم وطلبوا المغفرة من الله. والعصيان هنا لا يعني الفعل فقط، بل أيضًا الطريقة التي نعاملهم بها. ويدعونا الكتاب والسنة إلى الإحسان إليهما، أي ليس فقط الإحسان إليهما، بل الإحسان إليهما أيضا، فلا يجوز لك أن تطعن في والديك، سواء كانا على قيد الحياة أو لم يكونا ميتين، ولا تتحدث عنهم بسوء.

وقد وردت أحاديث كثيرة في شأن عقوق الوالدين، منها: قال صلى الله عليه وسلم:

(رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف، لم يدخل الجنة من كان له أبوان عند الكبر أحدهما أو كلاهما).

وفي زماننا نرى من يلعن والديه، ومن يتركهما ويتخلى عنهما، ومن يضربهما، وغيرهم كثير. وهنا نطرح سؤالاً: كيف يسمح المسلم أو يستحق هذه المعاملة؟ كيف يمكنك الإساءة؟ شخص كان طيب معك وأحبك أكثر من نفسه وقدم لك تنازلات كثيرة؟

وكيف ينسى العبد أن أمره مطاع، وأن مثل هذا السلوك لا يجوز له؟ اتق الله قبل والديك، فإنك تجازى عنهما يوم القيامة.

بر الوالدين واجب على المسلم، ومنه الجنة والنار، وليس مجرد أمر محبوب ومكروه. وحسن معاملتهم أحد الأسباب، ومخالفتهم ذنب عظيم ويدخل من ظلمه إلى النار.