باعتبار أن اللوزتين هي أحد خطوط الدفاع الأولى للجسم، فمن الطبيعي تماماً أن تتعرض هذه الأنسجة للعديد من الحوادث الالتهابية ولعل الأطفال هم الفئة العمرية التي غالباً ما تشتكي من تعرضها لهذا العرض الصحي عندما تكون يمكن أن يكون التهاب اللوزتين بسبب عدوى فيروسية أو بكتيرية. وهذا عرض يتزامن مع أعراض أخرى تستنزف صحة الطفل. ونظراً لكثرة هذه الشكوى، قررنا أن نوضح في هذا المقال أفضل الطرق لعلاج اللوزتين عند الأطفال. لذا تابع قراءة المقال حتى النهاية لتعرف كافة التفاصيل حول هذه الشكوى الشائعة.

حول التهاب اللوزتين عند الأطفال

اللوزتان هما العقدتان الليمفاويتان الموجودتان على جانبي الحلق. وهي بمثابة خط الدفاع الأول للجسم ضد البكتيريا والفيروسات. وبسبب وظيفتها وموقعها التشريحي، فهي معرضة بشكل خاص للإصابة بالالتهاب، الذي يتجلى مع مجموعة من الأعراض الأخرى، مثل التهاب الحلق، وصعوبة البلع، بالإضافة إلى سلسلة من الأعراض الأخرى التي سنذكرها في فقرة لاحقة.

ومن الجدير بالذكر أن التهاب اللوزتين ينتج بشكل طبيعي عن عدوى، والتي عادة ما تكون فيروسية عند الأطفال، ويمكن أن تكون ناجمة في بعض الأحيان عن عدوى بكتيرية. ونظراً لتشابه الأعراض في كلا السببين، فمن الضروري علاج اللوزتين عند الأطفال تحت إشراف طبيب قادر على ذلك، ولا بد من التمييز بين الشكل البكتيري الذي يتطلب إعطاء المضادات الحيوية، والفيروس الشائع. الشكل الذي يتطلب علاجات عرضية فقط. ومن الممكن أيضاً إخضاع الأطفال الذين يشكون من التهاب اللوزتين المتكرر إلى إجراء جراحي يكفي لإزالة هذه الأنسجة.

أسباب التهاب اللوزتين عند الأطفال

ومن النادر أن نلاحظ التهاب اللوزتين عند الأطفال أقل من عامين. ومن المتوقع أن يتعرض الأطفال الذين تجاوزوا علامة السنتين لهذه الحالة، والتي عادة ما تكون ناجمة عن عدوى فيروسية. تحديد ومعرفة السبب يساعد في اختيار العلاج المناسب والفعال لالتهاب اللوزتين عند الأطفال. تشمل أسباب التهاب اللوزتين عند الأطفال ما يلي:

  • عدوى فيروسية

وهو، كما ذكرنا سابقًا، الأكثر شيوعًا وهو شائع بشكل خاص عند الأطفال دون سن الثالثة.

  • عدوى بكتيرية

يحدث هذا النوع من التهاب اللوزتين غالبًا عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و12 عامًا. هناك العديد من سلالات البكتيريا التي يمكن أن تكون مسؤولة عن هذه الأعراض، وأبرزها Streptococcus Pyogenes.

أعراض التهاب اللوزتين عند الأطفال

من الممكن أن تقتصر أعراض التهاب اللوزتين على بضعة أيام، وتختفي من تلقاء نفسها وتستمر لمدة تصل إلى أسابيع. في هذا الوقت يعد علاج اللوزتين عند الأطفال ضروريا، وتعتمد مدته على السبب الكامن وراء الإصابة (الفيروسية – البكتيرية) وفي العصر الحديث. تشمل أعراض هذه الشكوى ما يلي:

  • إلتهاب الحلق.
  • تتميز اللوزتان باحمرار واضح (يمكن اكتشاف ذلك باستخدام خافض اللسان للسماح برؤية أفضل).
  • آلام الرقبة الناتجة عن تضخم الغدد الليمفاوية.
  • في بعض الأحيان يمكن أن يحدث تصلب الرقبة.
  • زيادة في الحمى، وتختلف شدتها حسب مصدر الشكوى (في الالتهابات البكتيرية تكون الحمى شديدة ومستمرة، بينما في الالتهابات الفيروسية تكون خفيفة).
  • إخراج رائحة كريهة من الفم.
  • يعاني الطفل من صعوبة في البلع.
  • يشكو من ألم مستمر في منطقة اللوزتين.
  • يمكن أن يمتد الألم إلى الأذن.
  • بحة في الصوت.
  • صداع.
  • للحصول على قشعريرة.

ومن الجدير بالذكر أنه عند الرضع يصعب على الأم ملاحظة الأعراض السابقة، لكنها يمكن أن تلاحظ بسهولة أن الطفل يسيل لعابه بكثرة (بسبب صعوبة البلع). وأنه أيضاً يرفض الأكل ويبدأ في البكاء كثيراً.

كيفية التمييز بين التهاب اللوزتين البكتيري والتهاب اللوزتين الفيروسي

يضمن الطبيب التشخيص الدقيق والتمييز بين الأشكال الفيروسية والبكتيرية لالتهاب اللوزتين. ولكن من خلال استخلاص بعض العلامات التالية يمكن تحديد أصل أو سبب الالتهاب وبالتالي العمل على علاج اللوزتين عند الأطفال بشكل صحيح وفعال:

  • في التهاب اللوزتين الجرثومي عند الأطفال، تظهر بقع بيضاء قيحية على اللوزتين، وفي الشكل الفيروسي يكون هذا الشكل غائبا.
  • وفي التهاب اللوزتين البكتيري تكون درجة الحرارة شديدة مقارنة بالتهاب اللوزتين الفيروسي.
  • يصاحب التهاب اللوزتين الفيروسي أعراض مثل السيلان واحمرار العيون.
  • الألم أسوأ مع الشكل البكتيري.

علاج اللوزتين عند الأطفال

علاج اللوزتين عند الأطفال ليس ضروريا طالما أن الأعراض بسيطة أو أن الالتهاب ناتج عن نزلة برد، حيث أن أصل العدوى هنا غالبا ما يكون فيروسيا وعادة ما تزول الأعراض من تلقاء نفسها خلال بضعة أيام.

في حالة الإصابة بالعدوى البكتيرية، من المهم علاج اللوزتين عند الأطفال والعلاج الدوائي في مثل هذه الحالات يعتمد بشكل أساسي على المضادات الحيوية. سنناقش أدناه خيارات العلاج الرئيسية المتعلقة بهذه الشكوى:

أولاً: علاج اللوزتين لدى الأطفال بالأدوية

مثل: الأيبوبروفين أو الباراسيتامول، حيث أن مثل هذه الأدوية تلعب دوراً مهماً في تخفيف آلام وصعوبة البلع التي يعاني منها الطفل. وهنا نؤكد على عدم إعطاء الطفل الأسبرين، لأن الأخير يرتبط بإمكانية التسبب بمتلازمة راي الشديدة عند الأطفال.

  • مضادات حيوية

هذا العلاج متخصص حصريًا في علاج اللوزتين لدى الأطفال بسبب الالتهابات البكتيرية. وعلى الرغم من أنه غير مفيد على الإطلاق في حالة العدوى الفيروسية، إلا أنه تجدر الإشارة إلى أن البنسلين يعتبر الدواء الأول في علاج هذه الأمراض ويتم إعطاؤه عن طريق الفم على مدى عشرة أيام وفي الحالات التي يكون فيها الطفل إذا لم يستجب لهذا العلاج أو إذا كان لديه حساسية لهذا الدواء، فقد يستعين الطبيب بمضادات حيوية أخرى مثل سيفدينير وسيفيكسيم وغيرها من المضادات الحيوية واسعة النطاق.

وتجدر الإشارة إلى أنه من الضروري الاستمرار في تناول المضاد الحيوي حتى النهاية والحرص على عدم إيقاف العلاج حتى لو تحسنت الأعراض. سوء استخدام المضادات الحيوية يمكن أن يسبب أضرارا كبيرة على المدى الطويل.

ثانياً: علاج اللوز بالأعشاب

من الممكن استخدام الأعشاب التالية والتي بدورها تضمن علاج اللوزتين عند الأطفال وتسرع عملية الشفاء وتقلل من حدة الأعراض. ومن هذه الأعشاب نذكر:

  • الغرغرة بالماء والملح

يمكن علاج اللوز عند الأطفال بالماء الفاتر مع قليل من الملح. اطلب من الطفل أن يشطف هذا المحلول ويتغرغر به، ثم يشطف فمه بالماء النظيف. هذا الإجراء مفيد للغاية في تخفيف الألم والتورم في اللوزتين والحلق.

يعتبر الثوم مضاد حيوي طبيعي ويساهم بشكل كبير في تحسين وتقوية وظيفة الجهاز المناعي. ولذلك يمكن الاستفادة من فوائد الثوم لعلاج اللوزتين عند الأطفال. للقيام بذلك، يمكنك قطع فصين من الثوم وطهيهما لمدة خمس دقائق. ثم اشرب هذا المنقوع على نار خفيفة.

  • زنجبيل، عسل وليمون

تعتبر هذه الخلطة من أفضل العلاجات الطبيعية لتخفيف آلام وأعراض التهاب اللوزتين.

من المنطقي أن يتم مص أقراص عرق السوس لأنها تحتوي على مواد مضادة للالتهابات. كما أنه يخفف من التهاب الحلق والتورم.

ثالثاً: التدخل الجراحي

إذا كانت جميع الطرق السابقة لعلاج اللوزتين عند الأطفال غير فعالة واستمرار معاناة الطفل من التهاب اللوزتين. ومن ثم قد يلجأ الطبيب إلى إجراء عملية جراحية لإزالة اللوزتين.