يختلف البشر عن الكائنات الحية الأخرى في قدرتهم على التفكير والتحليل والتخطيط بشكل رائع. على الرغم من أن بعض الحيوانات يمكنها التفكير والتخطيط للمستقبل القريب، إلا أن الإنسان يستطيع التفكير في المستقبل البعيد، وتحليل البيانات الموجودة أمامه، وإيجاد الحلول للمشاكل التي يعاني منها بسهولة. طوال مقال اليوم سنتحدث عن أنماط التفكير الناقد، كما سنتحدث عن تعريف هذا المفهوم ونخبرك ببعض المعلومات الهامة الأخرى عنه. لذلك إذا كنت تريد معرفة المزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع، فما عليك سوى مواصلة قراءة المقال التالي حتى النهاية.
ما هو مفهوم التفكير الناقد؟
بشكل عام، يتم تعريف مفهوم التفكير الناقد على أنه عملية تفكير دقيقة للغاية لا تختلف كثيرًا عن عملية التفكير العادية. تحدث عملية التفكير النقدي بعد جمع المعلومات المطلوبة لعملية ما. تتضمن عملية التفكير هذه تحليل المعلومات التي تم جمعها وتنسيقها والتأكد من سلامتها. ويتضمن ذلك أيضًا ضمان دقة هذه المعلومات بحيث يمكن استخدامها في عملية أو مشروع.
ويختلف التفكير الناقد عن التفكير العادي في أنه يتطلب قدرات فكرية عالية. كما يتطلب أيضًا تفكيرًا سريعًا واهتمامًا كبيرًا بالتفاصيل، خاصة بالنسبة للصغار. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب التفكير النقدي تحليل المعلومات بدقة كبيرة والتأكد من أنها سليمة ويمكن استخدامها بشكل صحيح. بالإضافة إلى ذلك، على عكس التفكير العادي، فإن التفكير النقدي له العديد من الأساليب المختلفة. لذلك يتم استخدام كل من هذه الأنماط لعملية أو في موقف معين.
تاريخ التفكير النقدي
يعود تاريخ طريقة التفكير هذه إلى العصور القديمة جدًا، تقريبًا إلى زمن سقراط. ويعتقد أن العالم والمفكر سقراط هو أول من استخدم تقنية التفكير النقدي لتحليل المعلومات المعروضة أمامه والتأكد من سلامتها وصحتها من خلال البحث عن أدلة عليها. ثم استخدم بعده أسلوب ومفهوم التفكير النقدي مفكرون آخرون مثل أفلاطون وأرسطو وتوما الأكويني وغيرهم. وبشكل عام، انتشر مفهوم التفكير النقدي بشكل كبير في أوروبا خلال عصر النهضة. وفي ذلك الوقت، تم استخدامه في مجالات مختلفة مثل الدين والعلوم والرياضيات والفنون وغيرها الكثير. حتى يومنا هذا، يعد التفكير النقدي أحد أنماط التفكير الأكثر انتشارًا.
ومن الجدير بالذكر هنا أن السنوات الطويلة من استخدام مفهوم التفكير الناقد ساهمت بشكل كبير في تطوير وتحسين هذا المفهوم. لقد وضع كل عالم أو مفكر فكرته الخاصة حول هذا المفهوم وساعد في تحسين تعريفه واستخدامه بشكل أفضل وفي مجالات أوسع أيضًا. اليوم، يتم استخدام هذا المفهوم الرائع في العديد من المجالات المختلفة بما في ذلك التعليم وطرق التعلم. وذلك لأنها طريقة خاصة للنظر إلى المعلومات والبيانات الموجودة والتحقق منها قبل استخدامها في أي شيء.
ما هي الأنماط الموجودة للتفكير النقدي؟
لا يمكننا أن نتحدث ببساطة عن أنماط التفكير النقدي، لأن كل مفكر أو عالم يعتقد أن هذا المفهوم له العديد من الأنماط المختلفة. ولذلك فإن أنماط التفكير النقدي تتغير عند كل عالم أو مفكر يستخدم هذا المفهوم، ويمكنك تطوير أنماط جديدة له عندما تستخدمه بنفسك. لكن بشكل عام يمكن أن نتحدث عن أشهر وأشهر أنماط هذا التفكير وهي كما يلي:
1- التفكير النقدي للاستنتاج
يعتمد هذا النوع من التفكير النقدي على استخدام أدلة أو حجج أو أدلة متعددة للوصول إلى نتيجة حول معلومة أو حقيقة ما. على سبيل المثال، يمكن استخدام المعلومات التالية: أنا إنسان. كل شخص لديه آذان. لذلك، بناءً على هذه المعلومات، يمكنني أن أستنتج أنني، كإنسان، لدي آذان. ذلك لأنني إنسان ولكل إنسان أذنان وهكذا. ويعتبر هذا الأسلوب من أشهر أساليب التفكير الناقد على الإطلاق. يتم استخدامه بشكل شائع لاستخراج الحقائق واكتشاف المعلومات وتحليلها بشكل صحيح.
2- التفكير النقدي من خلال الاستبعاد
يدور هذا الأسلوب حول استبعاد الحلول أو البيانات أو المعلومات التي تبدو مستحيلة. ولذلك، فإن المعلومات المتبقية غالبا ما تكون سليمة أو صحيحة. على سبيل المثال، إذا كان لديك السؤال التالي: “ما هي قيمة المجهول؟”، لذلك باستخدام أسلوب التفكير الناقد بالحذف، يمكنك اختيار القيمة الصحيحة للمجهول X وهي 11. ويتم ذلك دون الحاجة إلى لننظر إلى المعادلة التي تحتوي على هذا المجهول. ببساطة، الحلول التالية، M و1970، ليست حلولًا منطقية للمجهول X. ولذلك، فإن استبعاد هذه المعلومات يترك لنا خيارات فقط. وبما أن الخيار 0 يبدو أيضًا بعيدًا عن الواقع، فإن الخيار 11 هو الحل الأكثر منطقية.
بشكل عام، يعتبر الإقصاء أحد أكثر أنماط التفكير النقدي شيوعًا. يُستخدم هذا الأسلوب بشكل شائع جدًا وفي العديد من المجالات المختلفة والمتنوعة. يمكن لأي شخص استخدام طريقة التفكير النقدي هذه دون أن يدرك أنه يستخدم طريقة التفكير النقدي ويؤمن بها.
3- التفكير الناقد بالاستقراء
يعتمد مفهوم التفكير النقدي بالاستقراء على استخدام المعلومات أو المعرفة المعروفة سابقًا لحل المشكلات الموجودة حاليًا أو المجهولة. على سبيل المثال، إذا كنت تعلم أن مجموع رقمين فرديين يساوي رقمًا زوجيًا، فيمكنك استنتاج أن مجموع المعادلة “X+1، بافتراض أن X عدد صحيح فردي” لا يمكن أن يكون فرديًا على الإطلاق. أولاً، أنت لا تعرف قيمة X المجهولة، لكنك تعلم أنه عدد صحيح فردي. لذلك، لا يمكن أن يكون مجموع رقمين فرديين عددًا فرديًا على الإطلاق، بل يجب أن يكون عددًا زوجيًا. وبالتالي فإن هذا الاستنتاج البسيط يحدك من نصف الأعداد الموجودة في الطبيعة، مما يترك لك عددًا محدودًا من الحلول.
على الرغم من أن طريقة التفكير النقدي هذه قد لا تبدو مفيدة جدًا، إلا أنها في الواقع مفيدة جدًا. ويمكن تطبيقه بشكل شامل لاستخلاص استنتاجات جديدة تسهل عليك حل المشاكل أو الصعوبات التي تواجهك. ومن المهم أن نلاحظ هنا أنه على الرغم من اختلاف أنماط التفكير النقدي، إلا أنه يمكن استخدام أكثر من أسلوب لتحقيق النتيجة المرجوة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الأنماط الثلاثة السابقة التي تحدثنا عنها من قبل لتحقيق نتيجة واحدة.
وبهذا نصل إلى نهاية مقال اليوم. وعندما تحدثنا عن أنماط التفكير الناقد ذكرنا أيضاً تعريف هذا المفهوم وتحدثنا قليلاً عن تاريخ ظهوره واستخدامه في العالم. لا تنسوا زيارة موقعنا بانتظام حتى تتمكنوا من قراءة المزيد من المقالات المخصصة للطرق التربوية والمفاهيم العلمية والتربوية المفيدة والمثيرة للاهتمام.
اقرأ المزيد على موقعنا: