شرح قصيدة “داء الوجع فأصبحت شفاءي” للشاعر خليل مطران. وتعتبر هذه القصيدة من أشهر قصائد الشاعر خليل مطران الذي يعد من أشهر الشعراء العرب في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وفي هذا المقال سنسلط الضوء على الصور الفنية في هذه القصيدة وشرح مفردات هذه القصيدة من خلال شرح قصيدته “مرض الألم أعتبرته علاجي” وسنقدم رابط أ إدراج ملف PDF يحتوي على شرح لأبيات هذه القصيدة.

من هو مؤلف قصيدة داء الألم فظننته علاجي؟

الشاعر الذي كتب قصيدة “مرض من الألم الذي ظننت أنني شفيت منه” هو الشاعر خليل بن عبده بن يوسف مطران، المعروف بشاعر البلدين. ولد في الأول من يوليو عام 1872م في مدينة بعلبك في لبنان. درس الأدب العربي والبلاغة العربية على يد خليل اليازجي وأخيه إبراهيم اليازجي من الشعراء الذين كانوا على دراية بالشعر الغربي، مثل شعر فيكتور هوغو وغيره من الأدباء. ورغم أن خليل أسقف من لبنان، إلا أنه عاش في مصر معظم حياته وعمل في الترجمة والتاريخ خلال حياته، مقارنة بالمنفلوطي. كان غنيا بالمعرفة وتأثر كثيرا بالأدب الفرنسي، مما أدى إلى أن شعره كان رقيقا. والهدوء.

اختير خليل مطران شاعر البلاد العربية بعد وفاة حافظ إبراهيم. كان خليل مطران من رواد التجديد في الشعر العربي، داعياً إلى خلق أغراض شعرية تتناسب مع العصر الذي عاش فيه. وكان من رواد التجديد في بداية القرن العشرين ومن أوائل الشعراء الذين أدخلوا الشعر السردي والمجازي إلى اللغة العربية، وبعد ستة وسبعين عاماً عاشها الشاعر في الأدب والشعر والتاريخ والعلوم، توفي في اليوم الأول من شهر يونيو عام 1949م من المرض.

شرح قصيدة داء الألم فظننته علاجي

قصيدة “مرض من الألم ظننت أنني شفيت” هي قصيدة تشجيعية للشاعر خليل مطران عن البحر البسيط. وهو يتألف من أربعين سطراً، يتضمن الأبيات المشهورة وتفسيرها:

  • مرض ألم لم أشف منه في طفولتي، فتكاثر. رحمتي للضعفاء. لقد طغوا علي، وما يشبه حكم الضعفاء.

يتحدث الشاعر عن المرض الذي أصابه وظن أن هذا المرض سيكون سببا في شفائه من المعاناة التي كان يعاني منها وظن أن هذا المرض سيجعله ينسى ألم فراق الأحبة، ولكن ماذا؟ وما حدث كان العكس تماماً، إذ اشتدت المعاناة كثيراً واشتد العذاب، فيقول للشاعر: “هذان الضعيفان سيطرا علي، وليس هناك ظلم أعظم في هذه الحياة من سيطرة الضعفاء على شخص، و “الشيئان الضعيفان” هما الحب والمرض.

  • قلب يذوبه المطر والطقس // / ويكسر الحجاب العذابات والروح بينهما نسيم التنهد // / في أوقات التنهد والأنين

ويا الشاعر خليل مطران يصف حالته هنا؛ فيول: قلب عذبه الحب والعشق، وجسد رث وأهن من كثرة الدواء، والروح بين القلب والجسد تلفظ أنفاسها الأخيرة، قلب متعب وجسد متعب تعاني في النهاية وتنتهي تدريجيا.

  • والروح كمصباح أطفأ نوره // / من فراغي وضعفه من استنزاف دمي الذي أبقيته يا موتي // / من أضلعي وعقلي وذكائي

في أول هذين البيتين يصف الشاعر رأيه؛ يقول: إنه مثل المصباح الذي ينشر الحزن والأسى بدلاً من الضوء الساطع. إن المشقة التي يعاني منها الشاعر تظلم نور الروح وتضعفه. فيقول لها: هذه هي المعاناة والمأساة التي تركتها لي يا حبيبتي، فقد أرهقت قلبي وجسدي.

  • في الواقع، كنت أقف على شفا المني في حالة من الاغتراب. قالوا إنه دوائي.

وفي هذا البيت الشعري تعاطف الشاعر مع نفسه بشكل واضح، فيقول: سأعتمد على الآمال والأحلام القادمة. في هذا المنفى القاسي الذي أعيشه منفصلاً عن أهلي وأحبائي، كنت أظن أن هذا المنفى علاج لأمراضي، لكنه كان مرضاً إضافياً للأدوية التي أعاني منها.

  • إذا كان طيب الهواء يشفي هذا الجسد // / طيب الهواء يخفف النيران أو يطرد الأعشاب الضارة // / هل هناك توقف في المسافة للثعبان؟

وفي هذين البيتين يثير الشاعر خليل مطران بعض التساؤلات: فيقول: “إذا كان هواء المنفى سيشفي هذا الجسد المريض كما زعم الناس الذين نصحني بالمنفى فإن هذا الهواء وطيبته سيصير نيراناً تهدأ”. يغلي في جسدي، وهل المنفى قادر على شفاء كسر جسدي، وهل يستطيع أن يجعلني لا أفكر في الحبيبة والمسافات التي تفصلني عنها؟

  • عبثاً أهيم في الأرض ومشكلة // / في مشكلة منفي إلى الشفاء غدر البحر مضطرب أفكاري // / ويجيبني برياحه الهادرة أرقد على صخرة صماء أنا أتمنى أن يكون لي قلب مثل هذا الحجر الصلب.

يقول الشاعر في هذه الأبيات إن تجواله في هذه الأرض هباءً ولا فائدة منه، وأنه داء داخل الداء، فالغربة والمنفى لا فائدة منهما ولا علاج لهذه الأمراض في هذا المنفى القاسي الذي يشكوه إلى العباد. البحر عن الاضطراب الذي يعاني منه في روحه، والبحر يستجيب له باضطراب أكبر. إنه اضطراب رياحها وأمواجها، ثم يقول الشاعر: “أقف أو أجلس على صخرة صلبة على هذا الشاطئ، وأتمنى لو كان لي قلب مثل تلك الصخرة الصلبة حتى لا يتحول إلى أحد، ولا يشتاق إلى وطن، ولا إلى حبيب.

  • يا غروب الشمس وما فيه من عبرة /// للسائل وعبرة لمن يرى. وذكرتك والنهار يودع /// والقلب يتأرجح بين الخوف والأمل كنت قد نسيت أن يومي عابر /// ورأيت في المرآة كيف كان أمسي

وفي هذه الأبيات الثلاث الأخيرة يصف الشاعر مشهد غروب الشمس على شاطئ البحر وكيف أنه عبرة للعائق وعبرة للحالم. ثم يتذكر حبيبته ويودع اليوم في دقائقه الأخيرة. حيث كان قلب الشاعر يتأرجح بين الخوف والأمل، بين اليأس والأمل، ويتأرجح في ذلك المشهد المهيب، فيقول إنني في تلك اللحظة شعرت بأنني نسيت يومي الذي كان عابراً، وأدركت ماذا سيحدث لي لي في ذلك المساء من الأشياء التي حدثت لي خلال النهار.

الصور الفنية في قصيدة مرض الألم فظننته علاجي

قصيدة الشاعر خليل مطران التي تبدأ بمرض مؤلم شفيت منه، احتوت على العديد من الصور الفنية الرائعة التي تظهر براعة الشاعر وقدرته على صياغة أجمل الجمل الشعرية. وتشمل هذه الصور الفنية ما يلي:

  • وبقول الشاعر: (إني أشكو البحر من إثارة أفكاري) فقد شبه البحر بالإنسان الذي يسمع إثارة أفكاره، فحذف التشبيه به، أي الإنسان، واستخدمه كناية عن أحد متطلباتها، وهو سماع الشكوى. كاستعارة فنية.
  • وفي قول الشاعر: (هل يبرد النار بالهواء الطيب)؟ هو أيضا استعارة. وقد شبه الشاعر هواء المنفى اللطيف بالماء الذي يطفئ النار ويطفئها، فحذف التشبيه واستخدم بعض صفاته أو صفاته كناية لفظية.
  • وفي قول الشاعر: (سكنت، الغربة) وفي قوله (مرض، شفاء) فيه ترياق، والترياق هو تحسين واضح لا لبس فيه ودليل على قدرة الشاعر على الصياغة.
  • وفي قول الشاعر: (ويجيبني بريحه العاتية) شبه الشاعر البحر بالرجل الذي يسأل ويجيب، فحذف التشبيه الذي هو الإنسان واتخذه من مقدماته كناية.
  • وفي قول الشاعر: (وذكرتك والنهار يودع) شبه الشاعر اليوم بإنسان يودع، فأسقط التشبيه بذلك، أي الإنسان، واتخذه شيئاً من مقدماته. على سبيل الاستعارة.
  • وفي قول الشاعر: (قالوا في المنفى أنت دوائي) قارن الشاعر المدينة التي يعيش فيها في مصر وهي الإسكندرية بالمنفى، فحذف المثل وفسره ببعض من ومن السمات التي تتميز بها، في رأي الشاعر، التغريب كاستعارة تصريحية.

شرح مفردات القصيدة “داء مؤلم فظننته علاجي”.

قصيدة الشاعر خليل مطران “داء من الألم فخلقت شفاءي” تضمنت العديد من الكلمات الصعبة التي تحتاج إلى شرح، منها ما يلي:

  • البرحة : وهذا ضرر عظيم .
  • صبابا: يعني الحب الشديد والعظيم.
  • الفرح: هو الحزن والحرقان الذي يشعر به المحب أثناء الحب الشديد.
  • الجلوس والتنهد: هنا يعني بين الشهيق والزفير.
  • الحبيبة : هي الروح .

الفكرة الرئيسية للقصيدة هي مرض يسببه الألم، لذلك اعتقدت أنه سيكون علاجي

قصيدة الشاعر خليل مطران “مرض مؤلم ظننت أنني قد شفيت منه” تحتوي على أفكار عامة كثيرة منها النقاط التالية:

  • وتحدث الشاعر عن المعاناة التي عاشها في المنفى الذي اختاره. هنا كان الشاعر مهاجراً في مصر، في مدينة الإسكندرية، بعيداً عن لبنان، موطنه الأصلي.
  • في هذه القصيدة يقسم الشاعر البحر والريح والصخر الصلب والمساء والنهار. يذكر هذه الأشياء من حوله ويشاركهم آلامه ومعاناته.
  • وفي هذه الأبيات يتحدث الشاعر عن آلامه في المنفى وذكرياته الماضية التي لا يزال يحملها عن وطنه وأهله وأحبائه في لبنان.

شرح قصيدة مرض الألم الذي ظننت أنني شفيت فيه (PDF).

يرغب العديد من الطلاب في الحصول على ملف PDF يحتوي على شرح لقصيدة “مرض ظننت أنني شفيت” للشاعر خليل مطران. وذلك لأن رؤية شرح القصيدة في ملف PDF يسهل البحث عنه على الإنترنت، فيمكن لمن يريد الحصول على هذا الملف تحميله مباشرة.

بهذه المعلومات نصل إلى نهاية وخاتمة هذا المقال الذي ناقشنا فيه الشاعر خليل مطران صاحب قصيدة مرض الألم ففقدت علاجي. ثم عملنا على شرح قصيدة مرض “ففقدت علاجي” للشاعر خليل مطران، مع إبراز الصور الفنية التي تحتويها هذه القصيدة، وتوضيح المفردات الصعبة التي تحتويها. وأخيراً قمنا بتوفير رابط لتحميل ملف PDF مع شرح لكامل أبيات هذه القصيدة.