إن تقرير وجود الله، بالنسبة لله تعالى، هو أمر مطلق لا شك فيه. هو الأول الذي لا يسبقه شيء، وهو الآخر الذي لا يأتي بعده شيء، هو خالق هذا الكون بكل تفاصيله. ولكن هل يجوز القول بأن الله موجود؟ سنكتشف ذلك في هذا المقال.
قرار كلمة الله موجود
فالله تعالى موجود ويجب الإيمان بوجوده سبحانه، ولا حرج في القول بوجود الله كما يجوز هذا القول. وبما أن الله تعالى هو الأول الذي ليس قبله شيء، وهو الآخر الذي ليس بعده شيء، فإن عبارة “موجود” ليست خطأ، فكل شيء موجود لا بد أن يكون له خالق، والله تعالى عن لا شيء، وهو مستوٍ، ومن على عرشه يختلف عن خلقه. وهو الأول فلا شيء قبله، وليس لوجوده بداية. فسبحانه وهو الآخر فلا شيء بعده ولا نهاية لحياته بعد الموت. فسبحانه أن الزمان يحيط به أو أن الفضاء يحويه. فهو قبل كل مخلوق، وفوق كل مخلوق، وعلى ما تقدم فإن قول (الله تعالى موجود) قول مباح، ولا ضرر ولا حرج على قائله؛ ويجب على الإنسان أن يؤمن بوجود الله تعالى.
انظر ايضا:
إن حكم كلمة الله موجود في كل مكان
وهذا القول لا يجوز إطلاقاً؛ لأن هذا القول فيه كفر وضلال. ولأن الله تعالى موجود على كل الخلق فهو فوق العرش. وقال تعالى في كتابه الكريم في سورة الأعراف: “إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش”، وقال أيضاً في سورة الأعراف طه: «الرحمة على العرش» وقال الله تعالى في سورة الأنعام: «وهو القدير على عباده» عز وجل وعلمه عنده لنا في كل مكان. كل شيء، وهو يعلم ما في قلوبنا، ويعلم ما في جميع أنحاء العالم، ولكنه فوق العرش، ومن قال: إنه موجود في كل مكان، فهو كفر وضلال. كما يقول أهل البدع، وهذا من أقبح الكفر والضلال، فلا يقال: الله في كل مكان هو الله عز وجل، بل هو كما قال عن نفسه: فوق. العرش، وعلمه في كل مكان، والله تعالى أعلم.
الحكم على القول بأن الله موجود في السماء
إن الله تعالى استوى على العرش وهو حاضر عليه، وهو حاضر على عباده سبحانه، والقول بأن الله تعالى موجود في السماء قول صحيح ولا إثم على صاحبه. وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، وأجمع عليه أهل السنة والجماعة. وقد قال تعالى: “إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش”. ومن خلال هذه الآية الكريمة نتعلم أن “العلو” هو الارتفاع إلى العرش بالشكل الذي يليق بعظمة الله. ولا أحد يعلم كيف يكون، ولما سئل عنه مالك رحمه الله، قال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه محدث، وما هو؟ يعني رحمه الله هو السؤال عن الكيفية، ولذلك فإن قول أهل البدع بأن الله تعالى موجود في كل مكان معروف أنه من أكمل الأكاذيب المسموعة. بل هو كفر وخداع وتكذيب لله سبحانه، وتكذيب لرسوله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه من كون ربه، والله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أعلم بذلك.
انظر ايضا:
هل يجوز أن نقول “يا وجه الله”؟
وقد اتفق علماء وفقهاء المسلمين على أنه لا يجوز لمسلم أو غير مسلم أن يتسم بصفات الله عز وجل، مثل أن يقول: “يا رحمة الله، أو يا وجه الله، أو يا علم الله، أو نحو ذلك”. ، فالواجب على المسلمين أن يدعوا الله تعالى بأسمائه الحسنى. لقول الله تعالى: “ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الكافرين”، لذلك لا بد من قول: يا الله، يا عزيز، يا عزيز، يا غفور، يا كريم. يا رحمن يا رحيم . وهكذا، كما يستحب التستحضر بصفات الله تعالى فيقول: «اللهم إني أسألك بعظمتك، أو بعجائب قدرتك العظيمة، أو بحلمك وعجيب صبرك، أو بسببك…” القوة والعظمة ونحو ذلك، والله سبحانه وتعالى أعلى عليم.
فهل يجوز أن يقول الله ينورك؟
يجوز قول مثل هذا؛ لأنها كلمة طيبة وباب من أبواب الدعاء بالخير للناس ولمن نحب. ولا حرج أن يقول هذه الجملة والبسمة ترتسم على وجهه، وبذلك تزرع بذور الألفة والمحبة بين الناس، وتبسم المسلم في وجه أخيه المسلم صدقة. فكيف بالدعوة إلى الخير، لأنها كلمات طيبة؟ فمنه دعاء حسن، ومنه ثناء ومجاملة محمودة، وما دامت الألفاظ التي اعتادها الناس خالية من مخالفات الشرع؛ فالأصل جوازه. قال السعدي رحمه الله: “”هذه المسائل وأمثالها مبنية على قاعدة عظيمة ومفيدة، وهي أن الأصل في جميع العادات اللفظية والفعلية أنها حلال ومباح”” ولا يحرم ولا ينكر إلا ما حرمه الشرع أو كان فيه فساد شرعي، وهذه هي القاعدة العظيمة التي أشار إليها في بعض المواضع من الكتاب والسنة، وقد ذكرها شيخ الإسلام ابن كثير. تيمية وغيرهم، والله تعالى ورسوله الكريم أعلم.
انظر ايضا:
هل يجوز القول في سبيل الله؟
ولا يجوز التلفظ بهذه الجملة لا قولاً ولا قسماً. ومن حق الله تعالى على عباده أن يحمدوه ويشكروه على ما أعطاهم وما منعهم، ولكن لا يجوز أن يحلف بحق الله، أو بالقول، فيحلف مثل ذلك مثل: والله، والله، وسبحان الله، وأسماء الله الحسنى وصفاته، مثل: الرحمن الرحيم، تعالى رب العالمين، ومثل: منه الذي في يد روحي، وبحسب ما سبق، لا يحلف المرء بحق الله؛ فإن حق الله علينا هو تعظيمه وطاعته وتمجيده وطاعته بأفعال المخلوقين. وحقه علينا توحيده وطاعته وتسبيحه والاتحاد به وتمجيدنا له وطاعتنا له من أعمالنا، وأفعالنا مخلوقة، وهي القسم بمخلوقاته، ولذلك فهو غير صالح؛ وبما أن القسم لا يكون إلا بالله وحده، أو باسمه وصفاته تعالى، فالتكريم لله تعالى والحمد والثناء لرب العالمين.
وقد بينا لك في هذا المقال جواز قول “الله موجود”. فإن الله تعالى موجود ويجب الإيمان بوجوده سبحانه، وهو الأول الذي ليس قبله شيء، وهو الآخر الذي ليس بعده شيء. ولا حرج في قول هذا، ولا حرج في قوله، والله تعالى أعلم.