هل يجوز للحائض أن تؤدي العمرة وما حكم من يؤدي جميع مناسك العمرة أثناء الحيض؟ ويجب أن تعرف هذه المعلومات خاصة للنساء المسلمات في شهر رمضان المبارك الراغبات في أداء مناسك العمرة، فقد تواجه المرأة نزيف الحيض وتكون غير متأكدة هل ستؤدي العمرة أم لا. وفي هذا المقال سنطلعكم على حكم العمرة للحائض في الإسلام، وتنظيم الطواف حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة للحائض وغيرها من المعلومات والضوابط.

حكم العمرة للنساء

يشير مصطلح العمرة في الشريعة الإسلامية إلى واحدة من أهم العبادات التي شرعها الله تعالى لعباده المسلمين وتقوم على زيارة بيت الله الحرام أو المسجد الحرام في مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية الغرض من العبادة وأداء مناسك العمرة المقررة، كالطواف حول الكعبة، والسعي بين الصفا والمروة، والطواف بالسماء. ويرى جمهور الفقهاء أن العمرة من العبادات المشروعة في الإسلام، رغم وجود اختلاف بين الفقهاء في تنظيم العمرة. وقد اعتبر بعض الفقهاء أن العمرة واجبة، كما قال فقهاء المذهب الشافعي والحنابلة، واعتمدوا على هذا القرار، كما جاء في كتاب الله عز وجل عندما قال: “وأتموا الحج والعمرة” العمرة في سبيل الله. “ولا تحلقوا رؤوسكم حتى تبلغ الأضحية حد المباح.” وذهب آخرون من الفقهاء كالحنفية والمالكية إلى أن العمرة مجرد سنة وليست واجبة على المسلم لحديث جابر بن عبد الله. رضي الله عنه قال: “سأل أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم العمرة فقال: لا، والعمرة أفضل لك”. وقد شرع الله تعالى العمرة في السنة التاسعة للهجرة، ونفس الحكم للرجال والنساء، والله تعالى أعلم.

انظر ايضا:

هل يجوز للحائض أن تؤدي العمرة؟

العمرة الكاملة في الإسلام لا تجوز للحائض، ولكن يمكنها أن تؤدي بعض مناسك العمرة ثم تكملها بعد طهرها من الحيض عندما تذهب المرأة المسلمة للعمرة أو الحج وهي في محل الإحرام. وهي حائض تحرم من الميقات، ولا يجوز لها أن تؤخر إحرامها حتى تصل إلى مكة كما يعتقد بعض النساء، لأن الحيض لا يوافق الإحرام، فإن الناقض للعمرة هو الطواف والسعي حتى تطهر. وتبقى على إحرامها كأنها في العمرة حتى تطوف بين الصفا والمروة وتكمل عمرتها. جاء ذلك في حديث بن عبد الله رضي الله عنه قال: «في حديث أسماء بنت عميس لما ماتت في ذي الحليفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي عبد الله: وأمر بكر: رضي الله عنه أن يغتسل و”يطيب”، وأشار الإمام النووي في هذا الحديث إلى أنه دليل على صحة الإحرام للحائض والنفاس واستحباب الأعمال. وفي حديث آخر عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: «كنت أسكن بمكة وأنا حائض ولا أطوف بالبيت ولا بالطريق بين الصفا والمروة. قالت: فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «اصنعي ما يفعل الحاج، إلا أن لا تطوفي حول الكعبة حتى تطهري»، ويجوز للحائض أن تحرم بالعمرة وعمرة الطواف وإتمام الصاع. أنا فقط بعد أن طهرت نفسها.

انظر ايضا:

هل يجوز للمرأة أن تحرم أثناء فترة الحيض؟

وكما ذكرنا سابقاً، يجوز للمرأة الحائض أن تحرم بالعمرة أو الحج في الإسلام، ولا شيء عليها حيال ذلك. ورد في أحاديث كثيرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى الحائض والنفاس أن يحرموا بالعمرة أو الحج، وفي حديث الزوجة عائشة رضي الله عنها أن تحرم بالعمرة أو الحج. قالت: مسّت أسماء بنت عميس الشجرة محمد بن أبي بكر، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يتوضأ ويحرم بالعمرة أو الحج .

هل الإحرام يبطل أثناء الحيض؟

إذا أحرمت المرأة بالحج أو العمرة ثم حاضت فإن إحرامها لا يبطل بحاله، لأن الإحرام لا ينافي الحيض كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي كثير من الآثار الصحيحة، سئل عنها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى فأجاب:

«إذا أحرمت المرأة بالعمرة وجاءها الحيض، لم يبطل إحرامها، بل تبقى على إحرامها. هذه المرأة التي أحرمت بالعمرة وخرجت من مكة ولم تطوف بالسعي صامتة في عمرتها، وعليها أن تعود إلى مكة وتطوف بالسعي وتقصير شعرها حتى تخرج من الإحرام – مثل أخذ الطيب أو الشعر أو الأظافر وعدم الاقتراب من زوجها إذا كان لها زوج – حتى تكمل عمرتها، إلا إذا كانت تخاف من الحيض وترقد عند الإحرام فتقرر أن يكون مكانها حيث تحبس، لأن هناك لا حرج في اضمحلالها.

انظر ايضا:

هل يجوز للحائض أن تطوف حول الكعبة؟

ولا يجوز للحائض أن تطوف حول الكعبة. دلت أحاديث كثيرة على أنه لا يجوز للحائض أن تطوف بالكعبة ولا تسعى بين الصفا والمروة، وأنه لا يجوز لها أن تحرم إلا بالعمرة أو الحج. وقد شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة رضي الله عنها الطواف والسعي، والدليل على ذلك أيضًا حديث السيدة عائشة، رضي الله عنها حيث قالت: “دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقال: ما لك؟” قلت نعم. قال: هذه وصية الله إلى بنات آدم إلا أن لا تطوفون حول الكعبة. يقول رحمه الله الشوكاني رحمه الله: “”الحديث صريح في النهي عن تجول الحائض حتى ينقطع دمها وتغتسل، والنهي يوجب الفساد”. وطواف الحائض باطل، وهو قول الجمهور، وذهب جماعة من الكوفيين إلى أن الطهارة ليست شرطا، والله أعلم.

ما حكم من يؤدي جميع مناسك العمرة أثناء الحيض؟

وكما ذكرنا سابقاً، لا يجوز للحائض أن تطوف حول الكعبة. ولذلك فإن من أدى جميع مناسك العمرة أثناء الحيض فهو آثم، فالطواف باطل، وبالتالي فإن السعي باطل أيضاً لأنه يجب أن يكون بعد الطواف. وعلى هذا فإن الحائض إذا طافت آثمة ولم تطوف لنفسها، وبالتالي فإن عمرتها باطلة ويجب عليها البقاء على إحرامها وما يحرم على المحرم في العمرة يحرم عليها حتى تتبع مكة تعود وتكمل مناسك العمرة من طواف وسعي ثم تغادر الإحرام، أي يجب عليها أن تبقى في حالة الإحرام أثناء إقامتها في بلدها حتى تعود وتكمل العمرة، ويمكنها خلال هذه الفترة الالتزام العديد من الأفعال المحرمة. إذا فعلت محرمات الإحرام وهي لا تعلم أنها في الإحرام، فإن ما فعلته وهي تعلم أنها في الإحرام لا يجوز لها فعله، فيجب عليها والاعتذار بما وقع من المخالفات في تلك الفترة، وذهب الحنفية إلى أن الحائض إذا طافت أثمت، لكن طوافها صحيح وعليها فدية، أي ذبح بقرة. التوبة من هذا الذنب العظيم، والله تعالى أعلم.

وفي نهاية المقال: هل يجوز للحائض أن تؤدي العمرة وما حكم من يؤدي جميع مناسك العمرة أثناء الحيض؟ تعرفنا على معنى العمرة في الإسلام وما مشروعيتها؟ وتعرفنا أيضًا على نظام العمرة للحائض ونظام الطواف حول الكعبة للحائض وغيرها من المعلومات والقرارات ذات الصلة.