إن عبارة “ما شاء الله ومهما شئت” هي كلمات كثيرا ما تستخدم للإشارة إلى بعضها البعض، وسواء كانت تنال من كمال توحيدها أم لا، فلا ندري مدى حكمنا عليها بحاجة إلى معرفة هذه كلمات حتى نطهر أنفسنا لديننا من الأقوال التي لا نعرف حقيقتها ونستبدلها بما لا يؤثر في إيماننا وعقيدتنا. وفي هذا المقال سيناقش لكم موقع تفصاف إحدى هذه الكلمات التي يرددها الكثير من الناس وسنتعرف على رأي الشرع فيها.

القرار أن تقول ما يريد الله وما تريد

أجمع العلماء على تحريم قول “ما شاء الله” و”ما شئت”، لأنه نوع من الشرك اللفظي، واستدلوا بالكثير من الأحاديث الشريفة التي روى فيها النبي صلى الله عليه وسلم ونقل عنه: نهى أن يشرك الإنسان بالله في القدرة والعظمة والعمل، فهو سبحانه وحده عزيز عظيم، ولا عظيم آخر وهو فعال لما هو عليه. يشاء ولا يشرك في حكمه أحدا. وهذا القول يقود الإنسان إلى الشرك دون أن يدري. فهو يضع إرادة الإنسان في صندوق وفي ميزان مع إرادة الله. وهذا من الأخطاء الجسيمة التي تخرج الإنسان عن التوحيد الكامل الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه ساوى المخلوق بالخالق بالطو. فلو شاء لقال: إن شاء الله لفعلت، وبذلك يترك الشرك، لأن الوا يشير إلى التعدد ثم يشير إلى النظام مع التخفيف الزمني، وهو الفصل الزمني بين الأولين. والسبب الثاني هو لماذا جاء النهي وقد رواه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه حديثا عبد الله بن عباس عندما قال: “جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم عليه السلام، فناقشه بعض الكلام، فقال: ما شاء الله تعالى، ورغبت أنت، فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خلقتني. . هل هناك عدالة عند الله؟ لا إلا ما شاء الله وحده.” ، ولا يعلم ذلك إلا الله.

ومتى تعتبر عبارة “إن شاء الله وتشاءون” شركاً أكبر؟

ما شاء الله وما شئت فهو شرك عظيم إذا اعتقد قائل هذه الكلمات أن الذي يقول له “أشاء” بيده أن يريد ويختار، كما يفعل الله تعالى، ويساوي قدرته القوة. فيخرجه الله عز وجل من الملة ويجعله مشركا لم ينزل به من سلطان: “ويخلق ربك ما يشاء ولا يستوي إذ قال فلا أقسم بالله” “. عندما يتجاوز هذا الخطأ اللفظي الكلمة ويصل إلى القلب مع التأكد من أن الإنسان قادر على القيام بمثل هذه الأشياء التي يفعلها الله. إذا رفع المرء إرادته إلى نفس المستوى، فإنه يتناقض مع التعليم ويخرج الإنسان من بوتقة التوحيد إلى الشرك، فيخرجه من الإسلام. وبهذا الفعل فإن الندم والندم هو الذي سيجعله يغير إرادتك، وعليه أن يعيد النظر في معتقداته ويفهم معنى التوحيد بما يتوافق مع مكانة الله تعالى. وعلى الإنسان أن يحذر من مثل هذه الأخطاء اللفظية المتعلقة بالإيمان كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم. عليه الصلاة والسلام: أن معاذاً رضي الله عنه قال: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نقول؟ قال: هل في أنوف الناس شيء يقع؟ الجحيم إلا نكتة لسانها؟ ، الله وحده يعلم.

انظر ايضا:

متى يكون قول “ما شاء الله” و”ستشاء” شركا أصغر؟

ما شاء الله وما شئت وقع في الشرك اللفظي، وهو الشرك الصغير إذا لم يمتزج ذلك القول بقناعة قلبي بأن قوة هذا الشخص تعادل قدرة الله تعالى، غير أن كلامه وكان كلامه يخونه ولم يكن المعنى صحيحا، ولكن قلبه كان يؤمن بقدرة الله التي لا تساوي قوة الله ولا يمكن أن يرتبط بها الرجال عز وجل، فقد آمن بأن القوة فإن هذا الشخص أقل من قدرة الله، ولكنه أشركه في الصيغ معه، وسماه النبي شركاً، لأنه في التوحيد اختلط عليه الأمر وأشرك مع الله غيره في أمر واحد لا يستطيعه غيره. إلا أنه لم يخرجه من الدين، وقد قال الله تعالى: “وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَن يَشَاءَ” “ولكن يجب أن نبين أن الشرك المنخفض ذريعة، وهو الذي يؤدي إلى الشرك الأكبر”. لذلك يجب على الإنسان أن يكون حذراً ويراقب كلامه. قال الله تعالى: “”لا ينطق بكلمة إلا ومعه رقيب”” فهذا الشرك لا يخرج عن الإسلام، ولكنه يدل على نقص الإيمان وسبب لكمال التوحيد، وإلى الكلام الذي ويمكن أن يدخل أيضاً تحت الشرك الأصغر، مثل: “إن شاء الله” وستفعلينها لولا الله وفلان، وتوكلت على الله وعليك، وكذلك في ذلك الحلف بغير الله. والنفاق والذل والدعاء لغير الله من الأولياء والصالحين بالدعاء، كل هذا وأكثر. ومن أشكال الشرك الأصغر الذي يحتاج إلى إعادة صياغته وإعادة هيكلته حتى ينجو المسلم من الشرك الأصغر، كان النبي يقول: “من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك”، والله ورسوله. السفراء يعرفون أفضل.

انظر ايضا:

ما الفرق بين الشرك الأصغر والشرك الأكبر؟

وهناك فرق كبير بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر، رغم أنهما يشتركان في اسم الشرك، لكن الشرك الأكبر يخرج فاعله من الإسلام، فلا يقبل منه عمل، لا صلاة، ولا زكاة، ولا غير ذلك من الأعمال الصالحة التي أمر الله بها. لأنه يخالف التوحيد الذي جاءت به الشريعة الإسلامية وبعث به النبي -صلى الله عليه وسلم- فلن يغفر الله له إلا إذا تاب وأعاد صياغة إيمانه من جديد، أي يأمر فلا يفعل ذلك إذا مات ذلك الشخص. وإن كان له أعمال كالجبال ينسفها الله بصلته به ويطلب النار والخلود. وأما الشرك الصغير فلا يطرد صاحبه، فأعماله من صلاة أو زكاة أو صيام أو غيرها من الأعمال الصالحة لا تبطل لأنها لا تخالف أصل التوحيد بل تخالف كمال التوحيد. يدخل في مشيئة الله، وإن شاء يرحمه ويغفر له. وهذا الشرك يضر إيمان العبد، فهو يخالف الشرك العظيم، ولكنه كمن خلط عملاً صالحًا مع عمل سيئ. إذا غلبت أعمال العبد يوم القيامة دخل الجنة، وإلا دخل النار، وقد يعذب في النار إلى حد تطهير نفسه من سيئاته، لكنه لا يبقى فيها أبدا. .

انظر ايضا:

شرح حديث: جعلتني إلى الله ندا

وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم كما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فناقشه بعض الكلمات فقال: “ما شاء الله وما شئت”، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أصلحتني مع الله؟” “لا، إلا ما شاء الله وحده”، فقال الرجل للنبي: “ما شاء الله وما أريد”، بنية عبادته وتفضيله على الناس، فجعل الأمر مشيئة من الله ومشيئته، ولكن هذا لم يرض النبي، فهو يأمر المسلمين بالابتعاد عن كل ما يمكن أن يغريهم بالشرك بالله عز وجل بالقول أو الفعل، ولذلك استنكر كلام هذا الرجل، فلم يغريه الشيطان وقد دفعه تعظيمه للنبي العدنان إلى ربطه برب العباد، فقارن المخلوق بالخالق، ولم يكتف بالإنكار عليه، بل أرشد إلى استبداله بـ” الله سبحانه وتعالى.” وهذه الجملة تحتوي في مضمونها على توحيد الله عز وجل، وبذلك تقطع أي طريق إلى الشرك الذي أوصله إلى الشرك العظيم الذي قال في كتابه العزيز، واصفا خوف النبي على أمته وحرصه عليهم: {إِنَّ رَسُولاً كَانَ لَهُ رَسُولٌ} يأتيكم منكم قوي عليه ما حرصتم إنك بالمؤمنين رؤوف رحيم } والله ورسوله أعلم.

انظر ايضا:

القرار أن تقول “إن شاء الله” ثم تفعل ما شئت

ولا بأس أن تقول: ما شاء الله، ثم تقول: ما شاء الله، وأريد، ولهذا قد لا يفهم هذا الفرق. وعلينا أن نوضح الفرق بين الجملتين. وحرف الواو يعطي الجمع بين حرف العطف والعطف لك، وهكذا جرت إرادة العبد على مشيئة الله، وهذا الأمر لا خلاف فيه ولا شك ولا ضرر. ولذلك فبمجرد تغيير الإرادة يذهب المسلم في كل الاتجاهات، فالأمر لله وحده، وبعد ذلك تأتي إرادة الخلق، ولو كانوا أنبياء. وقد جاء ذلك في كلام حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لا تقولوا: ما أراد الله وأراد فلان، ولكن قل: ما أراد الله حينئذ».

وبهذا نصل إلى نهاية مقالتنا، القرار بشأن “ما يريد الله” و”ما تريدون” أيها الأعزاء. وقد تناولنا فيه حكم هذا القول، ولو كان شركاً أكبر أو أصغر، وما الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر بأكثر من وجه؟ كما ناقشنا شرح حديث “جعلتني لله ندا” واختتمنا بالقرار الذي يريده الله، ونتمنى أن نكون قد وفقنا في عرضنا ونسأل الله لك القبول.