فإن ترك الأضحية مع القدرة على ذلك، فقد أباح ذبح الأنعام يوم الأضحى وأيام التشريق الثلاثة بنية التقرب إليه، وأجاز هذا من أحد. شعائره الظاهرة التي ينبغي للمسلم أن يعبدها، ومن عباداته أن يقوم المسلم بهذه العبادة. لكن إذا امتنع المسلم عن ذبح الأضحية في أيام العيد مع قدرته المالية فهل يأثم؟ وفي هذا المقال المقدم على موقع تفسوف سيجد القارئ شرحاً لحكم الأضحية وتنظيم تركها لمن هو قادر عليها. وسوف نعرف هل إثم على من ترك الأضحية إذا كان قادراً عليها أم لا، وهل إثم على من معه ثمن الأضحية ولم يفعلها؟ الأضحية والحكم في الأضحية إذا استطاع، ابن باز وتفاصيل أخرى.
قرار بشأن التضحية
لقد اختلفت آراء العلماء في قرار الأضحية، وهذه الفقرة من هذا المقال توضح حكم الأضحية عند المذاهب الأربعة في هذا الشأن، مع بيان أدلة كل طائفة مذكورة على النحو التالي:
- الرأي الأول: ذهب فقهاء الحنفية إلى وجوب الأضحية وأيدوا ذلك بحديثين شريفين هما:
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مسجدنا».
- فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «أيها الناس! ويجب على سكان كل بيت أن يقدموا تضحية كل عام.
- الرأي الثاني: ذهب جمهور العلماء، منهم المالكية والشافعية والحنابلة، إلى استحباب الأضحية، واستدل القائل بذلك بحديثين شريفين، وهما:
- قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «من كانت عنده ذبيحة فليذبحها، وإذا هلال ذي الحجة فلا يأخذ من شعرها ولا من أظفارها شيئا». حتى يضحي.”
- قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «ثلاث صلوات لي ولك نافلة: صلاة النسك، وصلاة الوتر، وركعتي الفجر».
اتخاذ قرار بعدم التضحية إذا كان الشخص قادرًا على القيام بذلك
وبناء على ما سبق بيانه من قرار الأضحية، يمكن القول إن ترك الأضحية عند الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة، مع القدرة على ذلك، أمر مكروه وقادر. وبما أن الأضحية عندهم مستحبة وليست واجبة، فإنه يحرم ترك الأضحية مع القدرة عليها عند فقهاء الحنفية، ومن تركها مع القدرة عليه فهو آثم. ويعتبر الله تعالى هو المذنب الأعلى والعالم بذلك، ولا يضر في هذه الحالة بيان المقصود بالقدرة عند الأئمة الأربعة، وما يلي:
ما المقصود بالقدرة على التضحية؟
ونعرف حكم من يملك المال ولا يضحي، ولكننا سنشرح مفهوم القدرة. وفي هذه الفقرة من مقال الحكم تختلف آراء الأئمة الأربعة في ترك الأضحية مع القدرة، مع بيان المقصود بالقدرة على النحو التالي:
- الحنفية: ذهب فقهاء الحنفية إلى أن الذي يمكنه الأضحية هو من يملك مائتي درهم، أو من يملك شيئاً قيمته مائة درهم، مما يزيد على مسكنه وكسوته وممتلكاته التي يحتاج إليها.
- المالكي: ذهب فقهاء المالكية إلى أن الذي يستطيع الأضحية هو من له ثمنها ولا يحتاج إليها في شيء ضروري في هذه السنة.
- الشافعية: يرى الفقهاء الشافعية أن القادر على الأضحية هو الذي له الثمن، بشرط أن يكون هذا الثمن زائدا عن حاجته وحاجة ما يعوله يوم العيد وأيام النحر. التشريق.
- الحنابلة: ذهب فقهاء الحنابلة إلى أن القادر على الأضحية هو الذي يمكن أن يأخذ جائزته، ولو عن طريق الدين.
هل الأضحية واجبة على المرأة؟
إن حكم الأضحية في الإسلام هو نفسه بالنسبة للرجل والمرأة، وبالتالي فإن حكم الأضحية لا يختلف بالنسبة للرجل والمرأة. ولذلك فإن الأضحية عند جمهور الفقهاء سنة مستحبة ومثبتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حق النساء. ولا يجب، ولا ينبغي للمرأة أن تصلي كالرجل إذا تركت القدرة على ذلك، ولا يجب، وقد رأى أبو حنيفة أن الأضحية تجب إذا استطاع المسلم ذلك، وذلك ولذلك يرى أن المرأة تخطئ بإهمال الضحية، مع أنها قادرة على ذلك.
هل الأضحية واجبة كل عام؟
الأضحية سنة مؤكدة لمن استطاع إليها كل عام، ولكنها ليست بواجبة، ولا تجب على المسلم الذي ليس له مال والذي يواجه البلاء عندما يشتري الأضحية، ولذلك لا تجب الأضحية. وهي واجبة كل سنة على من عجز عنها، ولا إثم إذا تركها، ولا إثم إذا اضطر إليها إن شاء الله، وقد اتفق جمهور الفقهاء والعلماء على ذلك.
الحكمة من وراء شرعية الضحية
وقد شرع الله تعالى الأضحية في جملة من الأحكام، كما نعلم عن قرار الأضحية على المذاهب الأربعة. وفي هذه الفقرة من المقال حول قرار التنازل عن الأضحية إذا كان قادرا على ذلك، نذكر بعض هذه القرارات على النحو التالي:
- وفيه إحياء لسنة نبي الله إبراهيم -عليه السلام- وقد تجلى ذلك في قول الله تعالى: {ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان ذلك من المشركين}. .
- يعلم الصبر، خاصة أنه يجعل المسلم يتذكر ما حدث لنبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل وكيف صبروا على أمر الله.
- ويمتد نطاقه إلى الفقراء والمحتاجين والأقارب وأهل البيت، مما يؤدي إلى تقوية أواصر المحبة والمودة بينهم.
- وفيه شكر الله تعالى على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.
فضل التضحية
وفي السنة النبوية المطهرة عدد من الأحاديث النبوية الشريفة التي توضح فضل الأضحية. ورغم ضعف هذه الأحاديث فلا بأس بذكرها، لا سيما أنها من فضائل الأعمال. وفي هذه الفقرة وردت هذه الأحاديث على النحو التالي:
- وما روي عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- حيث قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “”يا فاطمة اذهبي إلى نحرك”” اشهد عليه، لأنه مع أول قطرة من دمه تغفر خطاياك الماضية. قالت: يا رسول الله، فينا هذا، وفي أهل البيت خاصة، أو فينا والمسلمين عامة؟ قال: المزيد لنا وللمسلمين عامة.
- وما روي عن زيد بن أرقم رضي الله عنه حيث قال: «إن الأضاحي سنة أبيكم إبراهيم». قالوا: وما لنا فيها، قال: في كل شعرة شعرة حسنة. قالوا: فما الصوف؟ قال: في كل شعرة صوف حسنة.
وبذلك تم التوصل إلى خاتمة هذا المقال بعنوان (قرار ترك الأضحية مع القدرة) وفيه تم شرح قرار الأضحية عند الأئمة الأربعة بالتفصيل وعرضه مع الشرح ثم معنى القدرة. وقد تم بيانه عند أهل العلم، ثم بيان الحكمة من مشروعية الأضحية. وفي خاتمة هذا المقال ذكرت الأحاديث الواردة في فضل الأضحية. وهكذا قد فصّلنا حكم الأضحية في الإسلام وشروطها، وعرفنا العزوف عن ترك الأضحية مع القدرة على ذلك عند جمهور الفقهاء، وغيرها من التفاصيل.