هل ليلة القدر ثابتة أم متغيرة وهل هي واحدة في جميع البلدان؟ وهذه معلومة لا يعرفها الكثير من المسلمين في العالم الإسلامي. ولكي نفهم الأمور المختلفة لا بد أن يعرفها المسلم، وفي هذا المقال سنقدم للزوار الكرام معلومات عن ليلة القدر في الإسلام، سنتعرف هل ليلة القدر ثابتة أم مؤجلة وهل هي ليلة القدر؟ ليلة القدر هي نفسها كل عام، وسوف نعرف إذا كانت هي نفسها في جميع البلدان وغيرها من المعلومات.
متى تكون ليلة القدر؟
تعتبر ليلة القدر أفضل ليلة في السنة في الإسلام. وهي إحدى ليالي شهر رمضان المبارك، أو بالأحرى إحدى ليالي العشر الأواخر من رمضان. وقد وردت أحاديث كثيرة تشير إلى ضرورة البحث عن ليلة القدر في الليالي العشر الأخيرة، ولا يمكن تحديدها بدقة، إذ وردت أحاديث كثيرة مختلفة حول هذا الموضوع. وروي أنها كانت ليلة الثالث والعشرين من رمضان، وروي أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان. وقد ورد أيضاً أنها كانت من الليالي الوترية أو الزوجية ونحو ذلك، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم طلب من المسلمين أن يتحروا ذلك في الليالي العشر الأواخر. وقد جاء في الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في العشر الأواخر من رمضان» وأن يقول: «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان»، ويجب على المسلم أن يلتزم بها ويبحث عنها في العشر الأواخر من رمضان. الضيق وهذا ينطبق على ليلة واحدة.
هل ليلة القدر ثابتة أم متغيرة؟
قال كثير من الفقهاء وعلماء الإسلام أن ليلة القدر تتحرك بين الليالي العشر الأخيرة من رمضان. ويمكن أن يكون في عام الليلة الثالثة والعشرين، أو عام الليلة الخامسة والعشرين، أو عام الليلة التاسعة والعشرين، وقد وردت أحاديث كثيرة تشير إلى ليلة القدر وتاريخها، ومنها ما يدل على أن ليلة القدر هي ليلة القدر. القدر -القدر يكون يوم 23 رمضان أو 25 رمضان وقد لخص الفقهاء الأحاديث كلها وأشاروا إلى أنها متغيرة وتنتقل بين الليالي العشر الأخيرة وليست ثابتة. وقد أشار الإمام النووي إلى ذلك في كلامه من صحيح مسلم، فقال: “وجمهور العلماء على أنها ليلة مشبوهة في العشر الأواخر من رمضان، والراجح أنها ليالي وترا، والراجح هو ليلة القدر”. ليلة سبع وعشرين، وثلاث وعشرين، وإحدى وعشرين، وأكثرها ما هي ليلة معينة لا تتغير. وقال المحققون إنه يتحرك ويحدث في العام ليلة السابع والعشرين، وفي العام ليلة الثالث والعشرين، وفي العام الحادي والعشرين، وذلك أوضح، ويجمع الأحاديث المختلفة في هو – هي.
هل تتغير ليلة القدر كل عام؟
واختلف أهل العلم في أن ليلة القدر ثابتة أم متغيرة في كل عام. وقال بعضهم: إن ليلة القدر ثابتة في كل عام ولا تتغير بمرور السنين، وتنتقل بين الليالي العشر الأخيرة من كل عام، وهذا: جمع بين الأحاديث الصحيحة الكثيرة المستخدمة في تحديد موعد ليلة القدر. وقد جاء القدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «قال النبي صلى الله عليه وسلم : التمسوها في العشر الأواخر من رمضان “تسعة إقامة، وسبع إقامة، وخمسة إقامة” ولذلك ذهب كثير من الفقهاء إلى اختلافها كل سنة، منهم الإمام مالك، والثوري، وأحمد، وإسحاق وغيرهم.
هل ليلة القدر واحدة في جميع البلدان؟
ويرى الفقهاء أن ليلة القدر واحدة في جميع بلدان العالم، لأنها وإن كانت تتغير كل عام وغير ثابتة، إلا أنها تقع كل عام في ليلة واحدة ولا تزيد على ليلة واحدة، ولكن يمكن أن تكون على تمديد يصل إلى 24 ساعة ليشمل جميع دول العالم. فمثلاً قد تغرب الشمس في الدول العربية وتبدأ ليلة القدر، ومع مرور الساعات تغرب الشمس في بلدان أخرى، ومع مرور كل دقيقة تغرب الشمس في مناطق أخرى وتحدث في ليلة القدر، و وهكذا كلما غربت الشمس في بلد تبدأ فيه ليلة القدر، ولذلك فهي ليلة واحدة في جميع أنحاء العالم وفي كل بلد تُحسب ليلة القدر من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، والله تعالى أعلم.
لماذا تتحرك ليلة القدر كل عام؟
وقد أشار الفقهاء إلى أن ليلة القدر ليست ثابتة، وتنتقل من ليلة إلى أخرى في كل عام. ويظهر ذلك من الأحاديث الكثيرة الباقية، التي لا تحدد تاريخًا محددًا لليلة القدر على الإطلاق، بل تشير إلى أنها تقع في ليالٍ عديدة. وقد ذهب الفقهاء إلى أن ذلك يرجع إلى أنه ينبغي للمسلم أن يجتهد في العبادة طوال العشر الأواخر من رمضان، وأن الاجتهاد لا يقتصر على ليلة القدر. كالحكمة في إخفاء ساعة الإجابة يوم الجمعة، اسم الله الأعظم، ونحو ذلك. وقد ذكر ذلك الإمام ابن حجر رحمه الله بقوله: “قال العلماء: الحكمة في ستر ليلة القدر هو الاجتهاد في طلبها، بخلاف ما يخصص ليلة فإنها تكون منحصرة إلى آخر الليل.” عشر ليالٍ من شهر رمضان المبارك، كما سبق أن فعل في ساعة الجمعة، تشجيعاً على الاجتهاد والإخلاص في كل ذلك.
العلامات الصحيحة لليلة القدر
عند البحث عن ليلة القدر وتاريخها وهل هي متغيرة أم ثابتة لا بد من الانتباه إلى علامات ليلة القدر الصحيحة التي يمكن أن يعتمد عليها المسلم في تحديد ليلة القدر، إذ أن هناك علامات التي تكون في نفس الليلة وعلاماتها التي تحدث في اليوم التالي، وفيما يلي علامات ليلة القدر الصحيحة:
- الصمت في النفوس والطمأنينة التي يشعر بها المسلمون المؤمنون والعابدون، والتي تملأ قلوبهم وأرواحهم ونفوسهم.
- فرحة كبيرة تصيب قلب المسلم في هذه الليلة، ومصدر هذا الفرح هو الإيمان بالله والتوكل عليه وصلاة ليلة القدر على أكمل وجه.
- الرياح هادئة راكدة وساكنة، فليلة القدر جميلة ولا يعكر صفوها شيء.
- تتميز هذه الليلة بالأضواء الساطعة الساطعة والإضاءة الخاصة، وقد يكون ذلك مؤشرا على الرحمة التي ينزلها الله على عباده المسلمين في هذه الليلة.
- طلوع الشمس بلا شعاع صباح ليلة القدر، وهذه من علاماتها التالية.
وهنا وصلنا إلى نهاية المقال: هل ليلة القدر ثابتة أم متغيرة، وهل هي واحدة في جميع البلدان؟ وتعلمنا متى تحدث ليلة القدر وهل ليلة القدر ثابتة أم متغيرة، وتعلمنا هل ليلة القدر تحدث في كل البلدان نفسها وهل ليلة القدر تتغير كل عام. ونعرف أيضًا العلامات الصحيحة لليلة القدر وأشياء أخرى.