هل صلاة التراويح بدعة وما حكمها؟ وهذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال، لأن صلاة التراويح هي من الصلوات التي يؤديها كثير من المسلمين في شهر رمضان المبارك، بينما تنتشر بعض الأقوال التي تدل على أن هذه الصلاة بدعة من البدع الجديدة في الدين، ولذلك سنعرض هذه الصلاة ونتحدث عن نظامها وهل هي بدعة كما يقولون، أو هل هي من الصلوات الشرعية في هذا الشرع المقدس.

معلومات عن صلاة التراويح

صلاة التراويح هي الصلاة الراتبة في شهر رمضان المبارك، وهي الصلاة التي يصلي فيها المسلمون ركعتين، كما تؤدى صلاة الليل، وتكون في الفترة ابتداء من لحظة الانتهاء من ذلك. صلاة العشاء إلى ما قبل شروق الشمس بقليل، وهي من الأدعية التي أمر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الناس بأدائها، حتى لو لم يذكر اسمها على وجه التحديد، كما عليه الصلاة والسلام يقول الحديث الذي رواه أبي هريرة رضي الله عنه: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».

هذه الصلاة ليس لها عدد محدد من الركعات. قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: “”الأمر في هذا واسع، فلا حرج على من صلى أحد عشر أو ستة أشهر”23؛ بل هو أمر بعيد والحمد لله. وتُصلى أزواجاً، كما تُؤدى صلاة الليل في الإسلام، وكلمة “التراويح” جمع لكلمة “تراويح”. وسميت هذه الصلاة بهذا الاسم لأن من يصلي هذه الصلاة يستريح بين كل سلامتين. أي بين كل ركعتين، والله تعالى أعلم.

هل صلاة التراويح بدعة؟

صلاة التراويح ليست بدعة جديدة في هذا الشرع المقدس، والقول بأنها بدعة ليس صحيحا على الإطلاق. بل هي سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة. لكنه تركها خوفا من أن يفرض على الأمة، ثم أحياها عمر بن الخطاب رضي الله عنه عام 2000. وفي عهده ورد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر كلاً من أبي بن كعب وتميم الداري أن يهدي الناس إحدى عشرة ركعة. فلما رأى الناس يصلون قال: “وهذا دليل عجيب” على شرعيته، والله تعالى أعلم وأحكم.

القرار بشأن صلاة التراويح

وحتى يتبين القرار المتعلق بصلاة التراويح بشكل دقيق لا بد من الاطلاع على أقوال الأئمة الأربعة في شأن هذه الصلاة:

  • مذهب المالكية: ذهب المالكية إلى استحباب صلاة التراويح على كل حال، وهذا حكمهم للرجال والنساء بناء على ما رواه رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر» إذا آمن واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر «إذا آمن واحتساب» غفر له ما تقدم من ذنبه.”
  • مثل الحنفية: ذهب علماء الحنفية إلى أن صلاة التراويح سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. واستنادوا بهذا الرأي على ما تقدم في صحيح السنة النبوية الشريفة أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صلى هذه الصلاة ثم تركها مخافة أن يصل على الناس فرضت.
  • رأي المذهب الشافعي: يرى الشافعية أن هذه الصلاة سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا رأي الجمهور.
  • قول المذهب الحنبلي: ذهب الحنابلة إلى أن صلاة التراويح سنة مؤكدة عن النبي محمد وهذا رأي الجمهور وهي من شعائر الدين الإسلامي كما أنها الصلاة على هذا القديس شهر للدخول.

مشروعية صلاة التراويح

وتثبت مشروعية صلاة التراويح بالحديث الذي روته السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وقوله: “”صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدة”” شيئاً بالليل في المسجد، فصلى الناس، ثم صلى بالقابلة، فكبر الناس. ثم التقيا في تلك الليلة. للمرة الثالثة أو الرابعة، ولم يذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح قال: «قد رأيت ما صنعت، ولم يمنعني شيء». إلا أني خشيت أن يفرض عليك، وذلك في شهر رمضان من مشروعية هذه الصلاة المباركة. وفيه دليل على أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم صلاها في حياته حتى قبلها الناس بعده بسنة، والله تعالى أعلم.

قرار صلاة التراويح للنساء

صلاة التراويح للمرأة المسلمة سنة أكدها رسول الله صلى الله عليه وسلم. تنطبق أحكام الشريعة بشكل رئيسي على الرجال والنساء، لكن صلاة المرأة في البيت أفضل من صلاتها في المسجد. ومع أنه يجوز للمرأة أن تصلي في المسجد إذا التزمت بالقواعد الشرعية المطلوبة منها من ستر وعدم الزنا ونحو ذلك، إلا أن الأفضل لها أن تصلي في بيتها، والدليل على ذلك ما وعن عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “”لا تمنعوا أزواجكم من المساجد، والبيوت خير لهم، والله تعالى أعلم.

وهنا نختتم هذا المقال بإبراز تعريف صلاة التراويح. ثم تحدثنا هل صلاة التراويح بدعة وما هي أحكامها؟ وأخيراً تحدثنا عن مشروعية هذه الصلاة وتحدثنا عن تنظيم هذه الصلاة للنساء في المسجد والبيت.