هل الاستمناء في ليل رمضان من الأحكام الشرعية التي يسعى إليها بعض المسلمين؟ والمرأة تلذذ ببعضها، ولكن الشيطان يتستر على هذه الشهوات للناس، وبعض الناس ينحرفون عن الطريق الصحيح ويتبعون الشهوات والطريق الذي حرم الله، فيحققون شهواتهم في لحظة عن طريق الاستمناء ومقالنا القادم سيكون عن تنظيم العادة السرية في رمضان وهل ممارسة هذه العادة السرية في ليلة رمضان تفطر أم لا.
حكم العادة السرية في رمضان
الاستمناء حرام مطلقاً، سواء كان في رمضان أو غيره، وهذا عند جمهور العلماء لأنه يخالف ما قاله الله تعالى في كتابه: {والذين هم فروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو الذين الذين لهم أيمنهم، فهم فاسقون رولين بحيث يحرم أي شيء آخر غير هاتين المتعتين. وتتمثل العادة السرية بطرد المني من الجسم دون اتصال جنسي أو مباشرة من الزوج إلى زوجته ودون اتصال جنسي بينهما. عادة الاستمناء عمداً بنية إنزال المني باليد أو بغيره من الجمادات، مع العلم أن الاستمناء مفسد للصوم للرجال والنساء ويوجب القضاء. ويجب على المسلم الابتعاد عنها. لأنها محرمة وهي من الأمور التي تغضب الله تعالى، وأيضا لأنها تسبب أضرارا جسيمة على الأعصاب والقوة والعقل.
هل الاستمناء في ليلة رمضان يفسد الصيام؟
إن ممارسة العادة السرية في ليلة رمضان لا تعتبر إفطاراً، فهي من القبائح المحرمة شرعاً. فالاستمناء سراً في شهر رمضان أقبح من غيره لحرمة هذا الشهر. وإذا فعل العبد ذلك في ليلة من رمضان، أي بعد الإفطار، مع النهي، فلن يؤثر ذلك على صحة الصائم، ولكن يجب على الفرد بعد ذلك التوبة النصوح أمام الله عز وجل، ويجب على المسلم أيضاً. يغتسل منه لصحة صومه من الغد. لكن من تعمد ذلك في رمضان فإنه يفسد الصوم عادة، لأن طلب الخروج بيده أو بغيره من المني يفسد صومه باتفاق المذاهب الفقهية. قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في “الشرح الممتع”: إذا أراد إنزال المني بأي طريقة سواء بيده أو فركه بالأرض أو نحو ذلك حتى أنزل فإنه ينزل. فإنه يفسد صومه.
ما حكم من تعمد العادة السرية في نهار رمضان؟
ومن استمنى متعمداً في نهار رمضان فقد أفسد صيامه وعليه قضاء ذلك اليوم. وفي هذه الحالة ثبت أنه ارتكب إثماً عظيماً وارتكب فعلاً مخالفاً للشريعة الإسلامية والفطرة التي نشأ عليها الإنسان لقوله تعالى: {والذين هم فروجهم حافظون* إلا نحو ولا كفارة على زوجاتهم ولا على من ملكت يمينهم، والأفضل له أن يبادر إلى التوبة النصوح أمام الله عز وجل. وجبر هذا اليوم بالإضافة إلى جبر جميع الصلوات التي يؤديها المسلم قبل أن يغتسل لإزالة الجنابة هو دين عند الله عز وجل لا يمكن قضاؤه إلا بالجبر. رسول الله صلى الله عليه وسلم له – قال في الحديث: “ديون الله أحق بالقضاء”.
ما حكم من يستمني في نهار رمضان جهلاً؟
وقد نص العلماء على أن من استمنى في رمضان وهو جاهل بالحكم لا يفسد صومه. وهذا الرأي ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم، والتبليغ لا يفطر. واستدلوا بقول الله تعالى في الكتاب: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) وحينئذ فلا شيء عليه، فلا يفطر الصائم إلا تحت ثلاث. الشروط: المعرفة والذاكرة والإرادة. قال النووي – رحمه الله – في “المجموع”: “وإذا أكل الصائم أو شرب أو جامع”. في مكان بعيد نشأ في الصحراء، حتى يخفى عليه أن هذا الشخص يفطر – لم يفطر؛ لأنه لا يأثم، وهو كالناسي الذي دل عليه النص، فإنه يفطر، ولو كان يخالط المسلمين بما لا يخفى عليه تحريمه؛ لأنه مهمل.”
هل يغفر الله لمن يستمني؟
وقد أوضح العلماء أن الله سبحانه يغفر لمن يمارس العادة السرية إذا تاب منه. إن الله -سبحانه وتعالى- يحب التوابين. فإذا انحرف المسلم عن الطريق وارتكب هذا الذنب، فعليه أن يبادر بالتوبة ويستغفر الله – عز وجل – مما فعل، فيغفر الله له ذنوبه، وقد بنى العلماء كلامهم على ذلك. الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة – رضي الله عنه. عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أذنب عبد ذنباً – وربما قال: أذنبت ذنباً – فقال: يا رب أذنبت – وربما قال: أذنبت ذنباً». قال: أوذيت فاغفر لي، فقال سيده: هل يعلم عبدي أن له سيدا يغفر الذنوب ويأخذها؟ غفرت لعبدي، ثم لبث ما شاء الله، ثم أذنب ذنبا أو أذنب، فقال: رب هل أذنبت – أو أذنبت – ذنبا آخر، فاغفر له؟ قال: هل يعلم عبدي أن له سيدا يغفر الذنوب ويحتسبها؟ غفرت لعبدي، ثم لبث ما شاء الله، ثم أذنب، وربما قال: أذنب. قال: رب إني أذنبت ذنبا آخر – أو قال: أذنبت – فاغفر له لي. فقال: أعلم، صلى الله عليه وسلم. ويبدو أن له رباً يغفر الذنوب ويعاقبها؟ لقد غفرت لعبدي ثلاث مرات، فليفعل ما يشاء.» والجدير بالذكر أن هذا الذنب لو تكرر، ثم استغفر العبد وتاب في كل مرة، غفر له.
الأضرار الناجمة عن العادة السرية
للعادة السرية أضرار ومخاطر كثيرة، لذا ينبغي للمسلم أن يبتعد عنها، لأن الاستمرار فيها يؤدي إلى العديد من المشاكل النفسية والجسدية وغيرها، منها ما يلي:
- ارتكاب الذنوب والفجور.
- العزلة عن الناس وعدم الثقة بالآخرين.
- تعاني من العجز الجنسي والبرود الجنسي.
- فقر الدم واصفرار الوجه وفقدان الشهية.
- الضعف العصبي والهزال والدوخة.
- التهاب واحتقان وتضخم البروستاتا.
- سرعة القذف وألم مجرى البول.
- يمنع الإنسان من طاعة الله تعالى واتباع أوامره.
- زيادة الخمول، وضعف الرؤية والسمع، وفقدان القوة البدنية.
- التهيج، وزيادة التوتر المستمر، وكذلك ظهور اضطراب الوسواس القهري، والاضطرابات النفسية.
كيفية التخلص من العادة السرية
هناك عدد من العوامل التي تساعد الشخص على التوقف والتخلص من العادة السرية. ويمكن التعرف على هذه على النحو التالي:
- الابتعاد عن المجالس المختلطة التي تحدث فيها الفتن والمعاصي والمحرمات.
- المبادرة إلى الزواج؛ لأن الدين الإسلامي يحث على الزواج؛ بسبب فرجه وغض بصره.
- كثرة العبادات والطاعات التطوعية التي تساعد الإنسان على الإخلاص والصلاح وعدم التفكير في المحرمات.
- الابتعاد عن كافة المثيرات الجنسية، بما في ذلك الأفلام الإباحية والمقاطع الجنسية وسماع الأغاني الإباحية.
- اختر أصدقاءك بعناية. الصديق الملتزم يقودك إلى الحلال والواجب، وصديق السوء يقودك إلى الحرام ولا تحتاج إليه.
- الاعتدال في الأكل والشرب، حيث تساهم بعض الأطعمة في إثارة الرغبة الجنسية، لذا يجب الاعتدال في الأكل والشرب لما تشكله من خطورة على الجسم والصحة.
- الالتزام بوصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن الصيام حل لكثير من المشاكل التي تواجه النساء والرجال، فالصوم يغمض البصر ويحفظ العفة.
وبهذا نصل إلى نهاية مقالنا الذي طرح فيه السؤال هل الاستمناء في ليلة رمضان يفطر، والذي تعرفنا من خلاله على حكم الاستمناء في رمضان وأجبنا على السؤال المطروح بشكل صحيح، وتطرقنا أيضًا إلى بيان حكم الاستمناء عمداً في نهار رمضان وكذلك حكم استمنائه في نهار رمضان لأنه لم يعرف الحكم. وأضفنا أيضًا إجابة السؤال: هل يغفر الله للإنسان؟ من يمارس العادة السرية؟ وأخيراً نوضح أضرار العادة السرية وكيفية التخلص منها.