إن قراءة سورة العلق صرفا هي لمن أراد أن يتذكرها أو يتنبأ بها، لينال فضلها وثوابها، لأن قراءة القرآن من العبادات المستحبة عند الله عز وجل، ومن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حثنا عليه صلى الله عليه وسلم ومن خلال موضوعنا اليوم سنتعرف على هذه السورة وتفسيرها.
قراءة سورة العلق مكتوبة كاملة
وتعتبر هذه السورة من السور المكية.
وهي في غار حراء حيث كانت القطرة قبل هطول المطر الغزير، ومن أبرز فضائلها معانيها السامية والموعظة التي تحتوي على السطور التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم: “اقرأ باسم ربك الذي خلق (1) خلق الإنسان من مضغة (2) اقرأ وربك الأكرم (3) هو” الذي يعلم (4) علم الإنسان ما لم يعلم (5) كلا إن الإنسان لغرور (6) إذا رآه (7) نعم إلى ربك المرجع (8) أرأيت الذي حرم) عبدًا إذا صلى (10) أرأيت إذ هو على هدى (11) أو أمر بالتقوى (12) أرأيت أنه إذا كذب وتولى (13) علمت أنه لا يرى الله 14) لا، فإن لم يتوقف سنهاجمك بالجبهة (15) قفلا كاذبا (16) دعه يترك مناديه (17) سننادي الجارية (18) ك لا لا تطيعه واركع انزل إليه وأقرب إليك (19)» – صدق الله العظيم.
ولا يفوتك أيضاً:
تفسير سورة العلق
وفي هذه السورة أمر الله -سبحانه- النبي أن يقرأ، وذلك في قوله تعالى:
“اقرأ باسم ربك الذي خلق”
والمراد هنا أن هناك ما يجب على النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقرأه.
أي: عليه أن يقرأ الوحي الذي سينزل عليه، كأنه – سبحانه – يقول: يا محمد، سينزل عليك القرآن الكريم، فعليك الاستعداد لقراءته بشرط أن تستعين هناك بسم الله تعالى.
وقوله ” باسم ربك ” تحديدا يدل على رغبة الله – تعالى – في تقوية قراراته واتصاله به سبحانه، لأنه لم يقل باسم ربك، بل فعل ولا تقل باسم الرب.
وأما قوله -تعالى-:
“وصنع الإنسان من الكتلة”
وهي من آيات القرآن التي تدل على رحمة الله بالإنسان، وقدرة الرب – سبحانه – لأنه مصنوع من الدم المتجمد.
وهنا العلق من الأطوار التي تأتي بعد النطفة، وبعد العلق الجنيني، ونجد أن في هذه الآية الكريمة خص الإنسان عن سائر المخلوقات لسببين، هما:
تكريم الإنسان دون غيره من المخلوقات. |
شرح نعمة الله تعالى عليه كما كان مقطوعا
ثم جعله الله تعالى رجلاً عاقلاً يقرأ ويفهم. |
والمراد بـ “اقرأ وربك الأكرم” أن الله تعالى يصف نفسه بالكريم، أي شديد السخاء، وذلك لأنه يعينه على القراءة والفهم، إذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- عليه وسلم – والآية التي تليها سمى الله تعالى فيها القلم، لأنه أول شيء خلقه الله -عز وجل-، والدليل على ذلك الحديث النبوي الشريف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. . عليه وسلم – قال:
«إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: يا رب ماذا أكتب، قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة.
وهذا هو دور الأقلام المهم، لأننا نجد أن الأقلام التي أعطيت للملائكة يدونون بها شؤون الكون كله، بينما الأقلام التي كتبت بأيدي الناس من أقوى الأنواع هي وسائل التواصل. بينهما.
ثم تناولت السورة رحمة الله بعباده، حيث علم الإنسان بعد أن جهل ما المقصود بالإنسان في الآية: “وعلم الإنسان ما لم يعلم” كما يلي:
- النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد جاء هذا المعنى في قوله تعالى: “وعلمك ما لم تكن تعلم”.
- وقيل إن المقصود هنا بالإنسان هو سيدنا آدم، كما قال الله تعالى بهذا المعنى: “وعلم آدم الأسماء كلها”.
- وقيل أيضاً إن المقصود كل إنسان، وبهذا المعنى قال الله تعالى: “والله أخرجكم من أرجل أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تتقون”. ممتنة لكونك.”
المقصود بقول الله تعالى: “كلا، بل ليقنع الإنسان بنعم الله عليه”، وكلمة “لا” تعتبر من وسائل الردع والعقاب، وفيها توبيخ للشخص الذي يتعدى على نعمة الله تعالى عليهم، لأن الله تعالى رفعه بعد أن كان مهرجاً، وأعطاه درجة في العلم.
ماذا يقول تعالى:
“لو رآه رضي”.
أي رأى منه شيئاً من العلم، ولكن بعد ذلك استغنى، وغلب على نعم الله التي توافرت له حوله، واستكبر.
كما تحكي هذه السورة قصة أبي جهل، وموقفه من دعوة الرسول ونتيجتها – صلى الله عليه وسلم – صلى وعبد الله عز وجل عند الكعبة، فحاول أبو جهل أن يتجنب. ليفعل ذلك، كما جاء ذلك في الحديث النبوي الشريف، لما روي عن أبي هريرة:
“قال أبو جهل: (أيفرك محمد وجهه بين ظهوركم؟) قال، فقيل: نعم، قال: واللات والعزى، لو رأيته يفعل ذلك لركلت”. رقبته، أو لأفركن وجهه في التراب، قال: ثم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فقال: قال: لم يفعلوا. إلا أنه نكص على عقبيه ووقاه بيديه كان خندقاً من نار ورعباً وأجنحة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو تقرب مني ل كان من الممكن أن تقبض عليه الملائكة أطرافًا بعد أطراف.
حيث أنزل الرب – سبحانه وتعالى – هذه الآيات من سورة العلق، في قوله – تعالى: “”رأيت الذي نهى العبد إذا صلى”” أي أن الأسلوب هنا كان أبو متفاجئ. جاهل أنه كيف يتجرأ على منع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الصلاة، وقوله تعالى:
«لقد رأيت أنه إذ كان على الهدى * أو الأمر بالتقوى * رأيت أنه إذ كذب وتولى * لم يعلم أن الله يرى؟»
ومن المدهش هنا أيضاً حيث جاء النهي عن الصلاة وفي نفس الوقت الأمر بالتقوى، لأن أبو جهل كذاب معرض عن الحق لأنه لا يعلم أن الله عز وجل يرى ما يفعل.
وعن قوله -تعالى-:
“لا، إذا لم ينته الأمر، فسنضرب الزاوية بالتأكيد * زاوية خاطئة، زاوية خاطئة. ، زاوية خاطئة في الجحيم.
وفي قوله – تعالى -: “”فليدع مناديه * سننادي الزبانية”، والمراد هنا أنه هدد النبي بدعوة الناس من أهل بيته وأمته، وقد ورد ذلك في الحديث النبوي الشريف” وقال إن أبا جهل قال للرسول – صلى الله عليه وسلم -: “إني أعلم أنه ليس رجل أعبد مني، لأملأن هذا الوادي عليك، إن شئت بعراة” الخيول والرجال المدمرة.
وقد قال الله تعالى:
“لا، لا تستمع إليه، بل انحنى واقترب.”
وهنا يوجه الله تعالى كلامه إلى النبي، فيأمره ألا يقتدي بأبي جهل في نهيه عن الصلاة، بل يصلي ويسجد لله عز وجل، ويتقرب إليه إذا شاء.
ولا يفوتك أيضاً:
فضل قراءة سورة العلق
بعد أن قدمنا لكم قراءة سورة العلق مكتوبة كاملة مع العلامات، لا بد من معرفة فضل قراءتها العظيم بالنسبة للمسلم وهنا تتلخص هذه الفضيلة فيما يلي:
- تعتبر سورة العلق من أول السور التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك تعتبر أول رسالة من الله عز وجل، وتعتبر مهمة جداً وهادفة جداً، لأنها من خلالها وسنتعلم فيه بقية الرسالات السماوية الأخرى وهي العلم، وضرورة التعلم، كما أمرنا بقراءة النبي.
- يحث الإنسان على التعلم، لأنه من خلال العلم يستطيع الإنسان فهم رسائل الإسلام، وجميع قواعد الرسالة ومقاصدها. لذلك نفهم من هذا أن التعليم هو ما يصنع كل الأشياء من حولنا.
- اسم السورة هو “العلق” ويعتبر اسما مناسبا لبداية الدعوة الإسلامية.
- ويحثنا على الاستعانة بالله تعالى في طلب العلم، والحصول على العلم الصحيح، والابتعاد عن طرق الضلال.
ولا يفوتك أيضاً:
الدروس المستفادة من سورة العلق
بعد مشاهدة سورة العلق مكتوبة بشكل كامل، لا بد من التعرف على أهم الدروس المستفادة من هذه السورة، والتي تفيد كل من يقرؤها ويتفكر في معنى آياتها. وهذه الدروس هي كما يلي:
- ولا بد من الالتزام برسالة الدين الإسلامي، حتى لو كانت هناك بعض الصعوبات والمعوقات التي يواجهها الإنسان في هذا الوقت. وكان في يد أبي جهل وقومه.
- التأكيد على أن الله تعالى خلق الإنسان لطاعته وعبادته، وعلى هذا الأساس يحذرنا من معصيته، أو الاستكبار في عبادته – سبحانه – كما يحبه ويسعده، والتكبر في عبادته. وإذا فعل ذلك فإنه بالتأكيد سيواجه مصيرا سيئا للغاية، وهو مصير بائس.
- ويحثنا على الإيمان بالله عز وجل، وعلى المسلم أن يلتزم بإيمانه وما يقتضيه الدين الإسلامي، وأن يصبر على مصاعب الحياة وما يواجهه من صعوبات في حياته، لأن الصبر من الصبر. من أعلى مراتب الإيمان، وقد عظم الله تعالى أجر الصابرين.
- كما روى قصة أبو جهل الذي حاول إيذاء نبينا الكريم وهو يعبد الله عز وجل، فتراجع وهو يرتجف من شدة الخوف والرعب الذي حل عليه لإيذاء النبي، فرأى أمامه أمرا عظيما خندق من نار بينه وبين النبي الكريم، وهذا المشهد مرعب للغاية، ويعطي قدرة الله عز وجل.
- تظهر هذه الصورة قدرة الله تعالى على حفظ عباده الصالحين من أي شر أو عدوان يواجههم في أي مكان وفي أي وقت في لحظات ضعفنا عندما نستعين به.
قراءة سورة العلق مكتوبة تتيح للعبد تأمل آياتها وفهمها، فهذه السورة تحمل معاني وحكم كثيرة.