منذ بداية الأسبوع الجاري، تقلبت أسعار النفط العالمية عند مستويات مرتفعة، حيث تجاوز سعر خام برنت مستوى 120 دولاراً من جديد، مسجلاً أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، ويرجع ذلك أساساً إلى التأثير المزدوج لارتفاع الإنتاج بناءً على قرار مجلس الأمن. أوبك.

:-

وتم فرض المزيد من العقوبات على النفط الروسي، وأدى موسم السفر الصيفي في الولايات المتحدة وتخفيف الوباء في الصين إلى زيادة الطلب على النفط الخام، مما أدى إلى استمرار ضيق العرض ودعم أسعار النفط، إلا أن الخوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي ولا يزال النمو يحد من ارتفاع أسعار النفط.

ماذا وعدت أوبك؟

وبعد أشهر من الضغوط من البيت الأبيض، تراجعت السعودية عن موقفها واتفقت مع منتجي أوبك+ الآخرين في اجتماعهم الذي عقد الأسبوع الماضي على زيادة مستويات إنتاج النفط.

واتفق أعضاء التحالف، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والعراق، على زيادة الإنتاج بمقدار 648 ألف برميل يوميًا في يوليو، واتفقوا على 648 ألف برميل يوميًا في أغسطس، بزيادة إجمالية قدرها 1.296.000 برميل يوميًا.

وكان أعضاء أوبك+ قد خططوا في السابق لإضافة 432 ألف برميل يوميا شهريا على مدى الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر. المستويات.

وما يسبب مشاكل سياسية للرئيس الأمريكي جو بايدن في الأشهر التي سبقت الانتخابات النصفية، يقول المحللون إن الاتفاق يمكن أن يشير إلى تحسن العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإدارة بايدن.

:-

لماذا لا تزال أسعار النفط ترتفع؟

وعلى الرغم من إعلان أوبك+ مؤخراً عن زيادة في الإنتاج أكثر من المتوقع، إلا أن الأسعار لم تنخفض في الوقت الحالي.

ورفع أحدث تقرير لبنك جولدمان ساكس السعر المستهدف لخام برنت مرة أخرى في الصيف من 125 دولارًا إلى 140 دولارًا للبرميل، بينما توقع سعرًا مستهدفًا عند 130 دولارًا في الربع الرابع مقارنة بتوقعات سابقة عند 125 دولارًا، وفي النصف الأول من العام الجاري. ومن المتوقع عام 2023 أن يصل إلى 130 دولارًا مقارنة بالتوقعات السابقة البالغة 115 دولارًا.

كما ذكر جولدمان ساكس في تقريره أن العجز الهيكلي في سوق النفط الخام لم يتم حله وأن أسعار النفط سيتعين عليها الارتفاع أكثر قبل أن تعود المخزونات إلى وضعها الطبيعي، ولخص رئيس أبحاث الطاقة في جولدمان ساكس العوامل التالية التي.. .يدعم ارتفاع أسعار النفط:

انتهت صلاحية المخزون المؤقت الزائد

ضعفت أساسيات سوق النفط الخام في أبريل ومايو، حيث انخفضت الصادرات الروسية بهامش أضيق، وأطلقت الولايات المتحدة احتياطيًا نفطيًا استراتيجيًا قياسيًا وقيودًا مرتبطة بالوباء.

وأدى كل هذا إلى أول فائض في سوق النفط الخام منذ يونيو 2020، لكن هذا الفائض المدفوع بالتوترات الجيوسياسية واستمرار انتعاش الطلب الصيني وتوقعات مزيد من الانخفاض في الإنتاج الروسي قد انتهى.

اقرأ المزيد:-

ويستمر الطلب الصيني في التعافي

ويتعافى الطلب في الصين مع توقع نمو قوي يوميا هذا العام

و200 ألف برميل يوميا على التوالي وبشكل عام، يتوقع جولدمان ساكس أن يصل النمو السنوي للطلب على النفط الخام في الصين إلى نحو 200 ألف برميل يوميا و800 ألف برميل يوميا في عامي 2023 و2023 على التوالي.

وبموجب عقوبات الاتحاد الأوروبي، خفضت روسيا إنتاجها تدريجيا

وفي حين انخفضت الصادرات الروسية بشكل طفيف حتى الآن، فمن المتوقع أن ينخفض ​​الإنتاج في روسيا أكثر بعد فرض الحظر الأوروبي.

وأشار جولدمان إلى أن الإنتاج الروسي وصل إلى أدنى مستوياته في أواخر أبريل، حيث انخفض بنحو مليون برميل يوميا بسبب عدم اليقين الكبير المحيط بالعقوبات، قبل أن يعود إلى 600 ألف برميل يوميا فقط، بعد عقوبات الحظر التي فرضها الاتحاد الأوروبي في 15 مايو. لصادرات النفط الروسية في يونيو.

وانخفض الإنتاج الروسي بعد أن أعلن المستوردون الغربيون الآن حظرا واسع النطاق على النفط الروسي، وهو ما يمثل نحو 5 ملايين برميل يوميا من إجمالي صادرات روسيا البالغة 7.3 مليون برميل يوميا في الربع الأخير من عام 2023.

ويتوقع جولدمان ساكس تراجع الإنتاج الروسي من 10.8 مليون برميل يوميا في مايو/أيار إلى 9.8 مليون برميل يوميا بنهاية العام قبل أن يعود إلى 10 ملايين برميل يوميا بحلول 23 ديسمبر/كانون الأول، مقارنة مع 11.3 مليون برميل يوميا في مارس/آذار. 22.

:-

العجز في العرض والطلب آخذ في التناقص

ويرى بنك جولدمان ساكس أن وضع العرض والطلب في السوق العالمية سيتفاقم، وأن عجز العرض قد يتسع أكثر من ذي قبل، وانخفض العرض العالمي الحالي بمقدار 75 مليون برميل مقارنة بالمخزون السابق، وتعتبر نقطة البداية هذه مهمة على المدى الطويل. على المدى الطويل، لأنه يخلق حواجز إضافية أمام موازنة سوق النفط الخام العالمية وموازنة العرض والطلب لسد الفجوة أولاً.

وأظهرت البيانات أن متوسط ​​العجز في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى أبريل/نيسان بلغ -600 ألف برميل يوميا، وقدر جولدمان ساكس أن العجز في 22 يونيو/حزيران سيقترب من 600 ألف برميل يوميا (بالأسعار الفورية الحالية).

ومع وصول الطلب العالمي إلى 99.8 مليون برميل يوميا (14 مليون برميل يوميا من الصين) والإمدادات العالمية البالغة 99.2 مليون برميل يوميا (10.45 مليون برميل يوميا من روسيا)، ينعكس هذا النقص في الأسعار الحقيقية للنفط الخام والنفط. المنتجات التي تعافت جميعها وتعززت منذ منتصف شهر مايو.

وهذا النقص الجديد سيبقي المخزونات والطاقة الفائضة في أسواق النفط العالمية عند مستويات منخفضة قياسية في الأشهر المقبلة، ومن المتوقع أن يصل إلى 400 ألف برميل يوميا في الربع الثالث من عام 2023 ليبلغ متوسط ​​سعر خام برنت 125 دولارا.

وأشار جولدمان إلى أن ارتفاع أسعار الوقود شرط غير مستدام لارتفاع سوق النفط حتى يعود المخزون إلى طبيعته في نهاية المطاف.

وينمو الطلب على النفط الخام بقوة بسبب إعادة الفتح

ولا يزال الاقتصاد العالمي ينمو، ويقدر بنك جولدمان ساكس أن الطلب العالمي على النفط من ظروف مالية متشددة سيصل إلى ذروته في الربع الأخير من عام 2023.

وساهمت إعادة الفتح بعد كوفيد-19 في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في نمو الطلب على النفط الخام، والذي قد يرتفع بمقدار 1.7 مليون برميل يوميا في عام 2023.

ويتوقع جولدمان ساكس نموا معززا للطلب في 2023 و2023 ليصل إلى 2.9 مليون برميل يوميا و2.8 مليون برميل يوميا على التوالي، وقد تصل أسعار النفط إلى 125 دولارا للبرميل.