ترقيع الصلاة في المذهب المالكي

وفي المذهب المالكي هو ما يسمى بسجود السهو الذي يحدث أحيانا لتصحيح خطأ في الصلاة المكتوبة. وهذا من الضروريات والقواعد الشرعية التي يجب على المسلم معرفتها لأنه يحدث دائما وكثيرا ما ننسى في الصلاة مما يؤدي إلى وقوع أخطاء أساسية قد تبطل صلاتنا. ولذلك كان هزيمة النسيان من السنن المهمة، التي لها جوانب فقهية كثيرة في الفقه المالكي، تناولت شرعيته وحكمه وغيرهما.

إصلاح الصلاة أو سجود النسيان… هناك عدة أسباب لذلك

ويلجأ المسلم إلى سجود السهو أو ترقيع الصلاة لتعويض النقص في الصلاة. وهي سنة مؤكدة لعدة أسباب منها:

  • عيوب الصلاة: أن يؤدي المؤمن صلاته ناقصة، سواء عمداً أو غير قصد، في ركعة أو ركن مهم من أركان الصلاة المفروضة. ولذلك يجب عليه أن يسجد سجدتين للسهو حتى تقبل صلاته كاملة غير ناقصة.
  • الزيادة في الصلاة: كثرة عدد الركعات في الصلاة من الأسباب المهمة التي تبطل الصلاة، فمثلاً إذا صلى شخص صلاة الظهر بخمس ركعات بدلاً من أربع، لكي يبطل صلاته. لكي تكون الصلاة مقبولة، يجب على المسلم أن يقوم بذلك تصحيح الأخطاء بسجدتي نسيان أو إصلاح الصلاة.
  • النقص والزيادة معًا: قد تفتقر الصلاة إلى ركن من أركانها، بالإضافة إلى زيادة عدد الركعات. وهنا يجب على المصلي أن يؤدي سجدتي السهو والإصلاح حتى تكون الصلاة مقبولة.
  • الشك: من الأمور التي توجب على المؤمن أن يسجد هو سجود السهو، وفي المذهب المالكي في ذلك قولان، كما قال علماء المالكية في ذلك: إذا شك المؤمن في عدد الركعات “آه، ينبغي له على الأقل أن يبرر شكه، ثم على الأحوط أن يسجد للسهو، والفقهاء أنفسهم لم يتفقوا على أن سجود السهو قبل السلام أم بعده”.

كيف ننفذ سجود السهو؟

وفي المذهب المالكي وغيره من المذاهب هناك طريقة تصحيح الصلاة أو سجود السهو، وهي سجدتان يؤديها المصلي للأسباب التي سبق ذكرها. واتفق فقهاء المالكية على أن طريقة التغلب على النسيان هي كما يلي:

  • يسجد المصلي سجدتين قبل السلام، ثم يقرأ، ثم يدعو، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يسلم. وهذا يحدث في حالة النقص في الصلاة.
  • وأما الزيادة في الصلاة فهي تختلف في الطريقة عن الخطوات السابقة، حيث ينهي المؤمن صلاته، فيسلم ثم يسجد سجدتي السهو، متذكراً أن هاتين السجدتين فيهما غرض الإصلاح فيتشهد المصلي مرة أخرى دون أن يصلي على النبي أو يصلي عليه. وصلى الله عليه وسلم.

مشروعية سجود السهو أو ترقيع الصلاة في السنة النبوية المطهرة

وفي المطهرة أدلة كثيرة على مشروعية سنة سجود السهو، حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك في أكثر من مناسبة، وعن الصحابة رضي الله عنهم ذلك لهم، فتعلموا منه سجود السهو عليه الصلاة والسلام، حيث وضح هذه الشرعية شفاهة من خلال بعض الأحاديث، ومن ذلك ما نقدمه:

  • وروي عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال ابن مسعود: «سار بنا النبي صلى الله عليه وسلم ” في صلاة الظهر خمس مرات، وقيل: هل نكثر من الصلاة؟ قال: ما هذا؟ قالوا: صليت خمسا، فلما سلم سجد مرتين.
  • وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا شك أحدكم في صلاته فلا يدري واحدة أم اثنتين». ثلاثة أو أربعة؟ وينبغي أن يتم ما شك فيه ثم يسجد سجدتين وهو جالس. فإن كانت صلاته ناقصة فقد أتمها، والسجدتان فتنة للشيطان. فإذا فرغ من صلاته تطوعت له ركعة وسجدتان.
  • وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “”إذا قام أحدكم يصلي جاءه الشيطان فتسلط عليه، “النقطة هي أنه لا يعرف كم مرة صلى. فإذا علم أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس.

وسجود السهو بين الواجب والسنة

وفي الفقه درجات كثيرة للحكم في المسألة، بين السنة المؤكدة والواجب الأقرب إلى الوجوب، وغيرها الكثير من المستويات الفقهية التي توضح حكم الأمر في الإسلام، سواء كان في العبادة أو في غيرها.

وقد اتفق فقهاء المذهب المالكي على أن سجود السهو سنة مؤكدة على قول الإمام مالك بن أنس، بينما ذهب بعض كبار علماء المالكية إلى وجوبه كابن رشد الجد والحفيد أيضا. كما قال القاضي عبد الوهاب، بينما اختلف بعض الفقهاء من المذاهب الأخرى حول مشروعية سجود السهو بين بعضهم البعض. وهي سنة واجبة أو مؤكدة، لكنها في كل الأحوال ضرورية لإتمام الصلاة وقبولها.

الواجبات والسنن التي يجوز مراعاتها في سجود السهو

وعلى فقهاء المالكية واجبات وهم:

  • استحضار النية مع وجود سجود السهو.
  • فسجد السجدة الأولى، ثم الثانية، كما هو الحال في السجود في الصلاة، على أن تنقطع السجدتان بالجلوس بين السجدة الأولى والثانية، ثم السلام كما في السجود القلبي للسجدة. الحال هو أن السلام يدخل في الصلاة المكتوبة لسجدتي السهو بعد السلام الأول، في حالة الزيادة، ثم السلام مرة أخرى.
  • ومن سنن سجود السهو التكبير في السجود والرفع من السجود والتشهد. وهذه سنة ثبتها الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • وسجود السهو وتصحيح الصلاة عند المالكية وغيره ضروري لكل مسلم لإتمام الصلاة وقبولها وتعويض نقصانها. ولهذا السبب قمنا بعرض الجوانب القانونية المهمة هنا في هذا المقال.