عشرات الآلاف بل الملايين من الشباب يبحثون عن عمل ويحاولون جاهدين العثور على وظيفة أحلامهم، لكن دون جدوى. ولكن هل فكروا يومًا في الحصول على المؤهل أولاً حتى يجدوا الوظيفة المناسبة؟ وهذا ما نتحدث عنه اليوم. حل المشكلة أسهل بكثير من إيجاد حلول للمشكلة دون إزالة السبب.

فرص لإعداد الشباب لسوق العمل

تعود البطالة وعدم توفر فرص العمل المناسبة إلى عدة أسباب، منها عدم وجود هدف ملموس للكثير منها. إنهم لا يعرفون ما يريدون، وما يريدون تحقيقه، ويفتقرون إلى الخبرة، ويمكنهم تولي وظيفة معينة لا يفهمونها أو يحبونها، وبالتالي يفشلون.

ويعتبر المؤهل أهم شيء في هذه المرحلة. كيف نؤهل الشباب ونعدهم لسوق العمل؟

تعرف على حجم المسؤولية

كلما زاد تقبل الشاب للمسؤولية وفهم هذه الأهمية بوضوح، كلما أصبح أكثر تأهيلاً لهذا العمل. فهو يعلم أن عليه مسؤولية يتحملها، وأنه في يوم من الأيام سيكون أيضاً زوجاً وأباً. ومن يعمل وليس مسؤولاً لن يتحمل ضغوط العمل والضغط العصبي.

ولمساعدة الأطفال على تحمل المسؤولية، علينا تكليفهم ببعض المهام منذ الصغر ومنحهم الفرصة للاعتماد على أنفسهم. وسيجدون فينا الثقة بأنهم على مستوى هذه المهام، وسيدركون خطوة بخطوة ما يعنيه تحمل مسؤوليتهم.

الربط بين العمل والمستويات الاجتماعية

في مجتمعاتنا نرتكب خطأً جسيماً دون أن ندرك ذلك: نحن نربي أطفالنا على الاعتقاد بأن هناك أشياء محرمة لا يجب فعلها، وفي الحقيقة هذه الأشياء هي التي تربينا وتجعلنا بشراً، الذين نستطيع أن نتسامح مع أي شيء ، فمن العار أن نقوم بعمل شاق ومهين ونحن نمتلك مستوى أو إمكانات عالية. المادية العالية والخجل من دخول مجال أقل من مستوانا رغم أن هذه هي الأشياء التي تعلمنا تجعلنا أقوياء في مجتمع يتطلب الكفاح والجهد.

فنجد الشاب الذي أكمل تعليمه يجلس في منزل والده، يرفض كل عرض عمل يعرض عليه لأنه لا يناسبه. ومن أين سيحصل على الخبرة والمهارات التي تؤهله لعمل أفضل؟ لذلك دعونا نكسر هذه التقاليد والعادات الخاطئة ونساعد أطفالنا بالعمل والخبرة كما يحدث في العديد من الدول حول العالم. ليس هناك عيب في العمل معهم.

كما أن نظرة المجتمع للشخص الذي يقوم بهذه الأنشطة تساهم في تجنبها، مثل: على سبيل المثال، القيادة، الطبخ، البناء وغيرها، لذلك ننظر إليها وكأنها دون المستوى وهنا نحتاج إلى التوعية بهذه الأمور وأخذها بعين الاعتبار لتغيير الفكرة العامة عنها.

تطوير الذات والمهارات

وعلينا الاهتمام بهذه النقطة ومساعدة الشباب على تنمية مهاراتهم وقدراتهم الخاصة. لا يولد أي شخص بدون شيء يميزه، ولهذا السبب يجب علينا اكتشاف هذه الأشياء والتخلي عنها منذ الصغر. الناس متشابهون في البداية، لكن منهم من امتلكها وتعلم تطويرها ونجح، ومنهم من دفن قدراته وفشل. قد يكون الشخص صاحب المهارات المدفونة أفضل من الشخص الآخر، لكن الفكرة هي تعلم كيفية استخدامها والعمل بها.

يعد التفاعل مع الآخرين من أهم المهارات التي يجب تعلمها، كما هو الحال مع استخدام التقنيات الحديثة. القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة والفهم السريع مهمة أيضًا في المجال المهني.

خبرة عملية

ليس من المهم تعليم الشباب مجموعة من المهارات فحسب، بل أيضًا منحهم الخبرة العملية لأن ذلك يعود عليهم بفائدة كبيرة ويظهر لهم أخطائهم قبل البدء في العمل الفعلي، كما أنه يقلل من الخوف من سوق العمل جعلهم أكثر حماسًا واستعدادًا وثقة عند التقدم للوظائف.