الصبر

الصبر من أجمل وأنبل صفات الدين الإسلامي. وبالصبر ينال الإنسان رضوان ربه والدرجات العلى في الجنة. وتجدر الإشارة إلى أن الصبر من أجمل الفضائل وقد ورد في كثير من آيات القرآن الكريم وفي الأحاديث النبوية. كما أن تاريخ الأمة الإسلامية حافل بالعديد من الرجال والنساء الذين وصلوا إلى مرتبة الصبر: ورغم ذكر الصبر، إلا أنه يجب ألا ننسى قصة سيدنا أيوب عليه السلام.

العاقل هو من يعلم أن الابتلاء هو حكم الله في خلقه. ما من مخلوق إلا طهره الله تعالى من الذنوب والخطايا، وقربه من نفسه، ورفعه درجته إلى يوم القيامة، وهذا ما جاء في القرآن الكريم في سورة الإنسان، الآية 2 و 3، مع قوله تعالى: “إنا خلقنا الإنسان من نطفة واختبرناه وجعلناه سميعاً بصيراً”. إنا هديناه على الصراط إما شاكرا وإما كفورا».

وتجدر الإشارة إلى أن الصبر يحدث عند الصدمة الأولى، أي أنه بمجرد سماع الخبر لا داعي للذعر والقيام بما يفعله معظم الناس من بكاء أو صراخ أو صفع، بل اصبر انظر. للأجر وقل إنا لله وإنا إليه راجعون وأجر الصابرين لله وحده هو الذي ضمن لهم أجرهم دون بيان ذلك.

الصبر في اللغة

والمعنى في اللغة الحبس أي المنع والتمسك بالشيء. هناك قول في القرآن: “الصبر جميل”، وهذا في سورة يوسف، الآية 18، ​​وهو قول الأئمة أيضاً، ومنهم الإمام ابن تيمية رحمه الله، وهو ما يفسر على أنه الصبر. الصبر الجميل الذي ورد في هذه الآية هو الصبر الذي لا حرج فيه ولا شكوى. قال الإمام مجاهد رحمه الله عن معنى الصبر الجميل، وهو الصبر بلا خوف.

ومن الجدير بالذكر أن الفقهاء قد قسموا الصبر إلى ثلاثة أنواع أو أقسام وهي كما يلي:

أحاديث الصبر المذكورة في السنة النبوية

  • عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: (قلت: يا رسول الله: أي الناس أشد بلاء؟ قال: الأنبياء، ثم الأمثل، ثم الأمثل). «إذا ابتلي الرجل على حسب دينه اشتد بلاؤه، وإذا كان وديعا في دينه ابتلي على حسب دينه، يمشي على الأرض بلا خطيئة». رواه أحمد.
  • وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (يا رسول الله، هل جاء عليك يوم أشد من يوم أحد؟ فقال صلى الله عليه وسلم: أنا لقد مررت بما مررت به من قومك وكان أسوأ ما مررت بهم يوم العقبة عندما قدمت نفسي لابن عبد ياليل ولم أجب على ما أردت وانصرفت ولم أستيقظ إلا في قرن الثعالب (ميقة أهل نجد) فرفعت رأسي فإذا غمامة قد ظللتني وفيها جبريل، فقلت: قد سمع الله ما قال لك قومك بعثت إليك لتأمره بما شئت، فناداني ملك الجبال فسلم علي، ثم قال: يا محمد، قد سمع الله ما قال لك قومك، وأنا ملك الجبال، وقد أرسلني ربك بذلك». ولك أن تأمرني بما شئت، فإن شئت أغلق عليهم الأخشابين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عليه الصلاة والسلام: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً) رواه البخاري.
  • صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كان الله له من رزقه. يكفر الخطايا بسببه. رواه البخاري.
  • وقال صلى الله عليه وسلم: إن أمر المؤمن واجب، وليس ذلك لأحد إلا المؤمن، فإنه يشكر، وإنه خير له أيضا، وإذا أصابته مصيبة يصيبه فيصبر وكان خيرا له. رواه مسلم.
  • ويقول صلى الله عليه وسلم: إن عظم الأجر من عظم الشقاء، وإذا أحب الله قوماً رضي، ومن سخط سخط. رواه الترمذي وابن ماجه.
  • وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يتمنين أحدكم الموت لضر لحقه، عسى أن يكون محسنا، أو مخطئا، عسى أن يتوب». البخاري.
  • جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أصلهم، ويفرقونني، وأحسن إليهم، ويسيئون إلي. وأنا لهم غافل عنهم وهم لا يعرفون عني شيئا. ثم قال صلى الله عليه وسلم: إذا كنت كما قلت فكأنما كسبت معهم المال، ويكون لك من فوقك من الله ما دمت على ذلك. رواه مسلم.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عنها حتى الشوكة يشاكها”.
  • وعن سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – قال: (قلت يا رسول الله أي الناس أشد تأثرا؟ قالت الأنبياء ثم الأفضل ثم الأفضل. يصبح الرجل على حسب دينه يختبر يكون اختباره شديدا، وإذا كان وديعاً في دينه يبتلى على قدر دينه، ويبقى البلاء على العبد، ويجعله يمشي على الأرض بلا خطيئة. رواه المنذري في الترغيب والترهيب عن أبي هريرة الصفحة أو الرقم: 4/226، إسناده صحيح أو حسن أو قريب منه.