جريمة

وهو انحراف عن المسار الطبيعي وعن سلوكيات الإنسان الفطرية. خلق الله الإنسان بطبيعته السوية، لكن البيئة وغيرها من العوامل تؤثر في ظهور الجريمة، وأنواعها هي النظريات والفرضيات النفسية التي تشرح الجريمة وغيرها من الأمور المهمة حول هذه الظاهرة، في السطور التالية.

ما هو تعريف الجريمة؟

التعريف أو المفهوم هو الانحرافات عن الطرق الطبيعية للإنسان، التي تتميز بمستوى عالٍ من الجودة والحتمية والشمولية، أو الظاهرة التي لا تحترم القواعد والمعايير الجماعية للمجتمع ولها العديد من الجوانب المعرفية للجريمة.

والتعريف الإسلامي للجريمة نجده في تعريف الماوردي ينص على أنها من المحرمات الشرعية التي حرم الله، ويمكن أن يعاقب عليها بالعقوبة أو العقوبة. كالزنا والسرقة والاختلاس والقتل وغيرها من الجرائم التي تتنافى مع جوهر الدين.

أما التعريف القانوني الحديث للجريمة فهي فعل غير مشروع ناتج عن إرادة إجرامية للشخص، ويحدد القانون عقابًا له وتدبيرًا وقائيًا للحد منه. ومن الناحية النفسية والاجتماعية فإن الجريمة هي فعل يخالف الأسس الأخلاقية التي خلقها المجتمع وبالتالي يقلل منها، والعقاب من الأمور الضرورية حتى لا نرتكبها مرة أخرى.

أما المجرم فهو من ارتكب فعلاً محرماً شرعاً، ويترتب عليه العقوبة المقررة في القانون.

ما هي الأسباب الرئيسية لارتكاب الجرائم؟

إن ارتكاب الجريمة له أسباب عديدة، منها: غياب وضعف الضمير الديني، حيث أن الشرائع الدينية تهدف إلى ردع الناس عن ارتكاب المحظورات الشرعية، وتعتبر رادعاً وقائياً من ارتكاب العديد من الجرائم لأنها محرمة شرعاً وديناً. يعاقبهم الله عز وجل في الدنيا والآخرة، ولذلك تعتبر القوانين الدينية رادعاً مهماً ضد ارتكاب الجرائم.

كما نجد أن ضعف الضمير الأخلاقي هو أحد الركائز المهمة التي تزيد من ارتكاب الحوادث، لأن تعزيز وتقوية أخلاق الناس هو من أمور الإصلاح في المجتمع، وعلى المؤسسات التعليمية أن تقوم بأدوار عديدة من أجل تحقيق ذلك. منع انتشار السلوكيات الإجرامية من خلال تعزيز الأخلاق ونشرها في المجتمع، وخاصة بين الأطفال الجدد والمراهقين والشباب.

وبالإضافة إلى أن البيئة الفاسدة تعتبر من الأسباب الرئيسية للسلوك الإجرامي، فلا بد من منع هذه البيئة الفاسدة، وإصلاح المجتمع بشكل صحيح، والقضاء على جميع المشاكل التي تزيد من الجريمة.

يضاف إلى ذلك بعض الظروف الاقتصادية الصعبة، مثل انتشار البطالة وسوء الأوضاع الاقتصادية، مما يدفع البعض إلى جمع الأموال بوسائل غير مشروعة أو مشروعة لتلبية الاحتياجات الضرورية التي يريدون تحقيقها.

من أهم الأسباب التي تؤدي إلى انتشار السلوك الإجرامي هو تعاطي المخدرات حيث يعتبر من أهم العوامل التي تزيد من أعداد المجرمين في المجتمع وزيادة السلوك الإجرامي يرجع إلى انعدام العقل والوعي بعد تعاطي وتعاطي الكحول والمخدرات.

نظريات تشرح الجريمة وارتكابها

لقد ناقش علماء النفس وعلماء الاجتماع العديد من النظريات التي تفسر السلوك الإجرامي للإنسان في العصر الحديث. وهي نظريات اجتماعية يتخللها العديد من العوامل المهمة التي تؤكد أن هناك عوامل نفسية واجتماعية مهمة تتعلق بالجريمة سنتعرف عليها في النقاط التالية:

  • نظرية الوصمة: هي إحدى النظريات التي وضعها إدوين لاميرت، المتخصص في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، والتي تفترض أن الأشخاص يرتكبون سلوكاً إجرامياً بسبب ردود فعل المجتمع من حولهم وتنقسم النظرية إلى: الانحراف الأولي، وهو أ اختبار رد فعل المجتمع تجاه الشخص المجرم، وتكرار الانحراف الأولي، الذي يصاحبه زيادة في عدد الانحرافات أو زيادة نسبتها مقارنة بالانحراف الأولي، ويتخذ المجتمع رد فعل رسمي، وهذا يحدث غالبًا من خلال وصم العديد من الأشخاص بوصمة المجرمين، ولكن أيضًا من خلال حقيقة أن المنحرف يقبل الوصمة الموصوفة ويحاول التكيف مع الوضع الجديد كشخص من المجتمع المنبوذ.
  • نظرية الخلط التفاضلي: وهي إحدى النظريات المهمة للعالم الأمريكي إدوين ساذرلاند. وترتكز هذه النظرية على أن السلوك الإجرامي ليس موروثا ولا فطريا ولا نفسيا. وهو سلوك مكتسب يتعلمه الفرد كأي سلوك آخر في البيئة.
  • نظرية الأنوميا: وضعها العالم الفرنسي إميل دوركهايم، وهو أول من طبق هذا المصطلح على السلوكيات التي تختفي فيها المعايير الاجتماعية، وتغيب فيها قواعد وأساسيات السلوك الإنساني. كما طور مفهوم عدم الشذوذ. المعيارية وعدم التوازن السلوكي واختلال المبادئ.

أنواع الجرائم والسلوك الإجرامي

وفقا لعلماء النفس الجنائي وعلماء الاجتماع، تم تقسيم الجرائم إلى فئات مختلفة. ويعتمد هذا التصنيف على ما يسمى بالدافع أو السبب، بالإضافة إلى الاعتماد على الإحصائيات الحكومية الرسمية في مختلف دول العالم.

والجرائم التي تم تقسيمها حسب الدافع هي: الجرائم السياسية، أي الجرائم المتعلقة بإسقاط النظام الحاكم وتغييره، والاعتداء على شخصيات تمثل النظام الحاكم، والاعتداء على القادة وحاملي الفكر السياسي وأمثالهم. الاعتقال بسبب اختلاف الآراء أو معارضة النظام الحاكم حسب بعض التعريفات.

وكذلك في الجرائم الجنسية والتي تنطوي على سلوك منحرف جنسياً مثل الاستغلال الجنسي والاغتصاب والتحرش الجنسي اللفظي والمعنوي والجسدي، هناك العديد من العوامل التي تؤثر على ارتكاب هذه الجرائم، منها العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنفسية. .

تشمل الجرائم الجرائم الاقتصادية، أي الجرائم المتعلقة بالنظام الاقتصادي مثل السرقة والاحتيال والاختلاس والفساد الحكومي والرشوة، وتعتبر من أخطر أنواع الجرائم لأنها تؤثر على أجيال كاملة في دول العالم.

هذا بالإضافة إلى الجرائم الانتقامية كالقتل والخطف وغيرها من الجرائم.

والقسم الثاني الذي تعرفنا عليه هو الجرائم حسب الإحصائيات الرسمية، مثل جرائم الممتلكات، والجرائم المخلة بالأخلاق، والجرائم ضد الناس.

تعتبر الجريمة من المواضيع المهمة التي تحتاج إلى دراسة ومعرفة تفصيلية من حيث مفاهيمها وتعريفاتها وأنواعها وقد تعرفنا على كل هذه المعلومات من خلال هذا المقال.