متى تكون ليلة القدر في شهر رمضان؟

وهي من الليالي المباركة التي عيّنها الله تعالى للذكر الحكيم في سورة القدر، كما ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة في السيرة النبوية الشريفة. في هذا المقال سنتحدث عن جانب مهم من هذه الليلة المباركة حيث في السطور القادمة سنتعرف على موعد ليلة القدر… شهر رمضان المبارك والأقوال الشرعية التي قيلت خلال هذا الشهر.

هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم موعد ليلة القدر؟

ليلة القدر هي من الليالي المباركة التي أمر بها الله عز وجل. إنها ليلة نزول القرآن، وهي ليلة خير من ألف شهر صلى الله عليه وسلم، عرفها بوحي المؤمن جبريل عليه السلام، جعلها الله عز وجل لرسول الله لكنه أزاله بسبب قتال بين اثنين من المسلمين، بينما خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبر المسلمين بموعده. وهذا من حكمة الله تعالى في هذا الأمر.

وأما الحديث الشريف قال في يوم ليلة القدر: “عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم”. قال: «خرج النبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا ليلة القدر، فأقبل رجلان من المسلمين فقالا: خرجت لأخبرك ليلة القدر حتى “بلغ.” وبالقدر تزوج فلان وفلان، وقد انصرف، ولعله خير لكم، فابحثوا عنه في التاسع والسابع والخامس.

هناك العديد من الأقوال المحترمة والتعاليم الشرعية التي تتحدث عن موعد ليلة القدر.

بيانات شرعية بتاريخ ليلة القدر

ومن المؤكد أن موعد ليلة القدر يقع في شهر رمضان، وخاصة في الأيام الأخيرة منه أو العشر الأواخر من رمضان، ونعرض هذه الأقوال في النقاط التالية:

  • القول الأول: هو حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “”كان النبي صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم: ابحثوا عنها في العشر الأواخر من رمضان، ليلة القدر، في الساعة التاسعة الباقية، في اليوم السابع الباقي من شهر رمضان. نعم يبقى. وهنا لم يتفق العلماء والفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة على هذا الحديث. وقال الشافعية إنها ليلة محددة من أيام العشر ولم تتحرك، بينما قال المالكية والحنابلة إنها ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، بينما قالها بعض فقهاء الشافعية. وكانت ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان.
  • الرأي الثاني: أنها موجودة في رمضان المبارك، ولكن ليس في ليلة معينة منه. وهذا الرأي يقول به أبو حنيفة وتلميذه أبو يوسف القاضي، وكذلك محمد بن حسن الشيباني، ولذلك فالأمر أوسع من مذهب الحنفية في ليلة القدر.
  • الرأي الثالث: أنها أول ليلة من شهر رمضان المبارك، ومن قال هذا فهو رأي الصحابي أبي رزين العقيلي رضي الله عنه.
  • الرأي الرابع: أنها ليلة النصف من شهر رمضان المبارك ولا تعرف. ومن قال بهذا الرأي عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه، والإمام الحسن البصري رحمه الله.
  • القول الخامس: أنها ليلة التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، وهذا على قول عدد من الصحابة كعبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت رضي الله عنهما.
  • الرأي السادس: ذهب جماعة من العلماء والفقهاء إلى أن ليلة القدر تقع في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك وأنها تمتد إلى سنوات عديدة، لأحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. السلام، ومن أشهر أصحاب هذا الرأي ابن حجر العسقلاني، والنووي، والمواردي. وهذه الأحاديث الكثيرة فيها حكمة إلهية عظيمة فيما يتعلق بإخفاء الليل، فقد تم إخفاء هذه الليلة المباركة بسبب خلاف بين رجلين من المسلمين، كما قال عبادة بن الصامت: «قال النبي صلى الله عليه وسلم: خرج ليخبرنا بليلة القدر، واثنان.” فتجادل رجال من المسلمين فقالوا: خرجت لأخبركم بليلة القدر، فقاتل فلان، وقد قام، ولعله من الجيد لك أن تعترض حتى يرضى الله عنه، حتى نجتهد في العبادة، إذ لا أحد من المسلمين يعلم بالضبط متى تكون ليلة القدر في رمضان المبارك، التي يجبر المؤمنون عليها. داوموا على الدعاء والدعاء لتنالوا ثواب الليلة المباركة، ومعه تزداد الطاعة، ويتنافس الناس على فعل الخير ليحصلوا على هذا الأجر العظيم. وهذا يجعل ضمان قيام جميع ليالي شهر رمضان المبارك أمراً لا بد منه، والتوقف عن العبادة والدعاء طوال الشهر حتى ننال الأجر العظيم.

علامات واضحة لليلة القدر

لا أحد يعرف بالضبط متى ستكون ليلة القدر، كما تعلمنا في النقاط السابقة، لكن هناك بعض العلامات الملموسة والمعنوية التي يمكن أن تشير إلى ليلة القدر. فمثلاً هذه من العلامات المهمة لهذه الليلة المباركة، فهي ليلة معتدلة الطقس، لا حارة ولا باردة. يوم مشرق يشرق فيه القمر أو أحد أوجهه وتشرق الشمس في الصباح بلا شعاع.

ليلة القدر ليلة مباركة جدا فهي خير من ألف شهر تتنزل فيها الملائكة الكرام ويغفر الله لمن قام فيها. لذلك يجب أن نستغل هذه الليلة المباركة ونجعلها أولويتنا في هذه الليلة المباركة ونضع جدولاً للعبادة مع عائلتك في هذه الليلة المباركة. أخبرنا عن آمالك لهذه الليلة.