مظاهر الحياة العقلية في عصر الجاهلية

وهي العصر الذي سبق فترة انتشار الإسلام ورسالة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي الفترة التي عاش فيها العرب في جزيرة العرب، ولم تكن هذه الفترة، كما يظن البعض، مليئة بالجهل والظلام، ولكن كانت هناك جوانب من الحياة الفكرية في عصر ما قبل الإسلام تقول الكثير عن حياة وخصائص الحضارة العربية حتى قبل الإسلام. ما رأيك أن نأخذك في رحلة تاريخية؟ قم بجولة وتعرف على جوانب هذه الحضارة العقلية للعرب قبل الإسلام، هيا بنا.

ما هي مظاهر الحياة الفكرية للعرب في فترة ما قبل الإسلام؟

كانت الحياة الفكرية في عصر الجاهلية عند العرب هي العلم الروحاني الذي برع فيه العرب. ولم يكن العرب قبائل حربية تحلب الماعز وتربي الإبل فحسب، بل كانوا أيضا شعراء وأدباء وحكماء، ولهم أمثال عربية يمكن رؤية خصائص الحياة فيها في فترة ما قبل الإسلام أو قبل الدعوة الإسلامية. ونعرف ذلك من النقاط التالية:

تعتبر اللغة العربية من أغنى اللغات الحية في فترة ما قبل الإسلام وما بعده حتى يومنا هذا. وهي اللغة التي تكلم بها عرب الجزيرة العربية، وكتبوا أمثالهم، ونقلوا أشعارهم إلى أمة فصيحة عرفت لغتهم وأسرارها جيداً. لقد تعلمت عن الهياكل والتعابير المختلفة واستخدمتها بطرق مذهلة.

ورغم عدم وجود قاموس يدل على ثراء اللغة العربية في عصر الجاهلية، إلا أن هناك العديد من السمات التي تدل على ثراء مفردات عصر الجاهلية، مثل الشعر الجاهلي والتفاسير المختلفة التي تدل على ثراء اللغة العربية. واستمر ثراء اللغة العربية وكثرة الكلمات العربية في العصر الإسلامي. تعود جذورها إلى فترة ما قبل الإسلام.

والحقيقة أن القرآن الكريم نزل باللهجة العربية القرشية، وهي أقرب وأشهر لهجة عربية في فترة الجاهلية. وقد ورد في آيات القرآن الكريم العديد من الكلمات والاستعارات التي كان يعرفها جميع العرب في عصر الجاهلية، وقد خاطبهم الله تعالى بما كانوا عليه في ذلك العصر، وهذا ما يمكن قوله. ويمكن القول إن اللغة العربية شهدت ثراءً وتنوعًا كبيرًا في فترة ما قبل الإسلام، لذا فإن نزول القرآن الكريم هو تتويج لغنى هذه اللغة واستمرارها حتى يومنا هذا.

وتشمل الثروات اللغوية الاختلافات في اللهجات العربية التي تستخدمها القبائل العربية، وهذه الاختلافات اللغوية أعطت اللغة نفسها ثراءً كبيراً، مما انعكس في كثير من ملامح الحياة الفكرية في صدر الإسلام والعصور الإسلامية.

الأمثال العربية تعتبر الأمثال العربية فريدة من نوعها لأنها عبارات قصيرة لها معنى عميق في الحياة وتدل على الخبرة والحكمة العربية. وربما يمكن تلخيص حياة كاملة أو موقف عظيم يمكن كتابته في قصص عظيمة في موقف جملة واحدة، وهذا لا يوجد في أي حضارة إنسانية إلا في الحضارة العربية التي تعرف بالأمثال والحكم العربية.

تعود هذه الأمثال إلى فترة ما قبل الإسلام، ورغم أن هذه الأمثال غير مكتوبة، إلا أنها وصلت إلينا من خلال العنصر الشفهي، الذي أبدع فيه العرب بشكل مبهر، إذ تميزوا دائما باللفظية، من خلال نقل اللغة، وحفظ الأحاديث.

وكانت لهذه الأمثال مكانة عالية لأنها كانت تعبيراً عن الحياة العلمية والدينية والاجتماعية، وكانت لها خصائص التجربة العربية والإنسانية. ولذلك كانت هذه الأمثال وأقوالها جزءاً من الحياة اليومية العربية التي استمرت مئات السنين حتى ظهور الإسلام. وانتشرت عبر البلدان، واختلطت بالثقافات المحلية وحققت نوعاً من التجديد والتطوير اللغوي ومعنى علماني جديد في كل بلد اليوم، اللهجات العربية.

الشعر الجاهلي كان الشعر الجاهلي من أهم سمات الحياة الفكرية في العصر الجاهلي، ولعله هو الجانب الوحيد الذي بقي لنا كما هو، فهو الشعر الذي شارك فيه العرب برعوا فيه، ونقلوه وعبروا عن حياتهم بوضوح، وتتميز هذه النصوص الشعرية الجاهلية بأسلوبها القوي وعباراتها الواضحة، التي تعكس حياة العربي وحربه وسلامه ولباسه وحبه وشغفه. للبلاد معبراً عن كراهيته للأعداء وجوانب أخرى من حياته.

وهذا ما يجعل الشعر العربي الجاهلي أحد السمات العامة للتاريخ العربي لهذه القبائل. كما اعتبرت أداة إعلامية تعبر عن قوة كل قبيلة ومزاياها ومستويات فخرها المتفاوتة على القبائل المنافسة الأخرى.

ولذلك يعتبر أن لشاعر القبيلة مكانة مهمة في حياة القبيلة. وهو من رجاله الذين يدافعون عنه، وهو لا يقل قوة عن المحاربين الذين يقاتلهم عبر وسائل الإعلام وحماسهم للحرب، وقوتهم في الدفاع عن أرضهم ومزروعاتهم وجمالهم وأصولهم.

وظل الشعر يعبر عن الحياة الروحية حتى في صدر الإسلام، إذ أقر رسول الله صلى الله عليه وسلم الشعر وكان شاعره حسان بن ثابت من الرجال الذين دافعوا عنه وأعطوه سلام. وكان من دعاة الدعوة إلى الإسلام وكياناً إعلامياً قوياً يدافع عن الإسلام. وهذا يعني أن الشعر استمر في الوظيفة العربية التي كانت له في عصر الجاهلية، كما استمر في العصور اللاحقة، واستمر الشعر العربي بنفس القوة منذ جذوره الجاهلية حتى وقت قريب، رغم اختلاف الحياة. والمفردات والأمثال التي تطورت في حياة العرب والمسلمين.

القصص العربية: القصص العربية وسرد هذه القصص كانت أيضاً جوانب من الحياة الفكرية للعرب في فترة ما قبل الإسلام، وقصص الحروب والملوك في العصور القديمة وقصص العشاق.

لم تكن هذه القصص مكتوبة، كما كان شائعا في جميع الثقافات العربية في ذلك الوقت، ولكن تم سردها شفهيا، وكان يتم سردها أثناء السفر، وفي التجمعات الاجتماعية، وفي العديد من التجمعات الأخرى مثل حفلات الزفاف وغيرها، وكان هذا صحيحا أيضا التي تناقلها العرب في كل زمان.

ولعل هذا الشعور امتد إلى القصص الشعبية التي نعرفها اليوم، فهي من القصص التي كانت ولا تزال مهمة لتراثنا الفكري والشعبي والثقافي والوجداني. لقد حدث هذا في حياة العرب في هذه الفترة – العصر الإسلامي وما بعده، ولم يتم تدوينه إلى حد كبير إلا مؤخرًا.

وفيما يتعلق بشواهد التاريخ العربي، كان لهذا التاريخ أهمية ثقافية واجتماعية كبيرة. وكانت تعبيراً عن اللغة والثقافة والفكر والحياة العربية في كافة جوانبها. وكانت حياتهم القبلية في الصحراء حاضرة في قصصهم وحكاياتهم الشعبية، والتي ظهرت بوضوح خلال هذه الفترة وحتى انتقال العرب إلى أراضي أخرى. والدول الأخرى تنتصر باسم الإسلام.

التاريخ والأنساب: من العلوم التي برع فيها عرب الجاهلية والتي استخدموها في حياتهم اليومية علم التاريخ والأنساب، وهو علم يقوم على معرفة أنساب العرب والعرب على أساس القبائل على من كان الأجداد وماذا فعلوا، ولأنهم كانوا يفتخرون بهذا العلم، استخدموه في الفخر والبهتان ومعرفة الرجال والأنساب وشرف قومهم.

ولعل علم الأنساب استمر بعد الإسلام واستخدموه لمعرفة نسب العرب والحفاظ على أصوله، واختلط بعلم التاريخ لفترة، ومن أشهر من علم أنساب العرب وأصله هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وكان الصحابي الجليل والخليفة الأول لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عالما. كان يعرف الأنساب والرجال، ويحفظ قبائل العرب عن ظهر قلب، ويعرف أصول العرب ومن هم أشراف العرب في قومهم، وهذا يدل على مكانة هذا العلم في حياة المسلمين حتى بعد انتهاء عصر ما قبل الميلاد. – العصر الإسلامي .

العلوم الطبيعية في حياة العرب وستتفاجأ عزيزي العربي المعاصر أن عصر ما قبل الإسلام كان له نصيب العلوم الطبيعية في ذلك الوقت. لم يكن هناك حرج في حياة العرب القدماء، ومن المعروف أن العرب كان لهم نصيب كبير في الحضارة بل وكانوا مبدعيها، ولكن ذلك كان في العصور الإسلامية الذهبية مثل العصر الأموي والعصر العباسي وغيرها من العصور الإسلامية. وفي جميع البلاد الإسلامية . العصر الإسلامي؟

وكان لعصر الجاهلية نصيبه من العلوم الطبيعية، وكانت جزءا من الحياة اليومية للعرب، ولكن ليس كما كان الحال في العصور التالية. بل حدث تطور وتميز في حياة العرب في علم الفلك مثلا معرفته بالكواكب والنجوم وأبراج الشمس وأطوار القمر، وعرفوا التقويمات القمرية والأحوال الجوية وربطوها إلى النباتات.

وبينما كان علم الفلك بدائيا في هذا الصدد بالنسبة للحضارات العراقية والفينيقية والمصرية القديمة، فإنه كان بالتأكيد حاضرا وأثر في حياة القبائل العربية. أما بقية العلوم فلم يكن الأمر كذلك، فمثلاً لهم نصيب كبير في العلوم المرتبطة بالكهانة والكهانة، ولكن هناك العديد من الفوائد التي يستخدمونها في حياتهم اليومية، مثل. تتبع الآثار ومعرفة لغة الجسد مثل علم الفراسة وارتباطه بتحليل الشخصية واللغة، وكذلك العرافة التي ترتبط بالعديد من العوامل البيئية العربية وغيرها من العلوم التي استفادوا منها.

ورغم أن هذه العلوم لم تلعب في حياة العلوم دورا كبيرا كما لعبت في حياة العرب المسلمين في القرون التي تلت ذلك، إلا أنها كانت مظهرا من مظاهر الفكر والثقافة في حياة العرب في عصر ما قبل الإسلام.

ولم يكن عصر الجاهلية عصر جهل وظلمة، بل كان حضارة ذات مميزات معروفة. تعرفنا في هذا المقال على جوانب كثيرة من الحياة في هذا العصر الجاهلي وهذا يوضح أهمية هذا العصر الذي يبدو أننا لا نعرف عنه الكثير حتى يومنا هذا.