نتائج الحرب العالمية الثانية

وهو من أهم الأحداث التاريخية في حياة العالم في القرن العشرين. وهي الحرب التي بدأت عام 1939م وانتهت عام 1945م. وكان لها أسباب وإشارات وأحداث كثيرة، وفي هذا المقال سنتعرف على عواقب الحرب العالمية الثانية ولمحة تاريخية عن الأحداث التي جرت فيها، بالإضافة إلى معلومات تاريخية أخرى شيقة ومسلية.

علامات الحرب العالمية الثانية

الحرب العالمية الثانية والتي اندلعت بين عامي 1939م و1945م بين مجموعتين في العالم وهما دول المحور: ألمانيا النازية – إيطاليا الفاشية – إمبراطورية اليابان ضد الحلفاء وهي بريطانيا العظمى – فرنسا – الاتحاد السوفييتي و ثم الولايات المتحدة الأمريكية في خضم الحرب. كان لهذه الحرب سوابق عديدة، يعود تاريخها إلى الحرب العالمية الأولى نفسها.

معاهدة فرساي الفرنسية التي وقعتها ألمانيا عدوتها اللدودة بطريقة مهينة للغاية، جعلت الروح الألمانية انتقامية وحاولت التخلص من بنود هذه المعاهدة التي أحبطت الطموحات الألمانية لبناء قوة جديدة.

ولذلك نلاحظ أن الحزب النازي وصل إلى ألمانيا بقيادة أدولف هتلر الذي بث في نفوس الألمان روح الانتقام والانتقام من كل الأمم من حولهم وأشاع فيهم روح أن العرق الآري هو العرق المتفوق. هو في العالم على الأجناس الأخرى.

وارتبطت هذه الروح بأطماع ألمانيا الاستعمارية في العديد من الدول المجاورة مثل بولندا وسويسرا والنمسا وتوحيد هذه الدول في إمبراطورية كبرى في أوروبا الوسطى.

من ناحية أخرى، شهد الجميع في الثلاثينيات فترة اقتصادية من الكساد الكبير، حيث لم تتمكن الولايات المتحدة الأمريكية من إنفاق فوائضها التجارية والصناعية في دول أوروبا، مما أثر على اقتصادها الكبير آنذاك، في وقت أصبح فيه العديد من وظهرت دكتاتوريات استبدادية، مثل النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا، والتي هدفت إلى إعادة تسليح وتوسيع الجيوش لبدء مناوشات ضد القوزة التقليدية، وتنافست هذه الدكتاتوريات مع نفوذ الإنجليز والفرنسيين في أوروبا، ولذلك بدأت فرنسا وبريطانيا برامج أسلحة متقدمة للدفاع عن نفسها.

كان هناك العديد من المشاكل الاجتماعية والسياسية الصغيرة في القارة القديمة، مثل ظهور العديد من القوميات الجديدة، كما هو الحال في البلقان في جنوب أوروبا، وظهور أزمة الأقليات في العديد من البلدان. وكانت هذه المشاكل بمثابة صب الوقود على النار، حيث كانوا من الرواد الذين قادوا الحرب لحل هذه المشكلة إلى الأبد.

وفي مقابل ذلك فشل عصبة الأمم التي تأسست بعد الحرب العالمية الأولى في إنهاء الصراعات في العالم، لكنها فشلت فشلا ذريعا في تحقيق هدفها وأصبحت عاجزة للغاية أمام قوة التسلح الجديدة والقرار. التوترات السياسية والعسكرية التي كانت قائمة بين العديد من دول العالم في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين، وبالطبع كان البديل السياسي السلمي في النهاية هو الحرب.

أما اليابان، التي كانت القوة الوحيدة خارج أوروبا، فقد نظرت بعين الريبة إلى التهديد الشيوعي السوفييتي الذي واجهته وسعت إلى إقامة إمبراطورية في شرق آسيا والمحيط الهادئ، بينما نظرت في الوقت نفسه بعين الشك إلى الولايات المتحدة، قوسها الرئيسي. -العدو عبر المحيط الهادئ، وهنا نرى أن كل الدلائل تشير إلى أنهم يتجهون نحو نتيجة واحدة، وهي… الحرب.

السبب المباشر لاندلاع الحرب العالمية الثانية

كل هذه العلامات ترقد كالرماد تحت النار، في انتظار ظهور الشرارة المناسبة، وتلك الشرارة جاءت في نهاية المطاف من ألمانيا النازية، التي بدأت الحرب بإطفاء صراع قائم بينها وبين جارتها بولندا حول بناء ممر متصل. غزت بولندا ميناء دانزج، وعندها حشدت ألمانيا واجتاحت الأراضي البولندية، مما أدى إلى إعلان بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا. وتدخل الاتحاد إلى جانب بريطانيا وألمانيا، وهنا اندلعت الحرب في نهاية عام 1939م اندلعت.

نتائج الحرب العالمية الثانية

استمرت الحرب العالمية الثانية خمس سنوات كاملة، جرت خلالها العديد من الأحداث، ولعل أهم هذه الأحداث مقتل الملايين من البشر في القارة الأوروبية وفي العالم، فضلاً عن تدمير معظم الدول التي انضمت إلى هذه الحرب، وفي تاريخها جرت العديد من المعارك الحاسمة، مثل معركة لينينغراد على الأراضي الروسية، ومعركة العلمين على الأراضي المصرية، ومعركة بيرل هاربور، ومعركة نورماندي.

أما الأول فقد أوقف الآلة العسكرية الألمانية في أوروبا من الشرق، والثاني أوقف التهديد الألماني الزاحف إلى الممتلكات البريطانية في الشرق الأوسط. أما الثالثة، وهي بيرل هاربور، فقد انتصرت فيها اليابان، وكانت غارة جوية كبيرة على ميناء أمريكي، وكانت السبب في أن الولايات المتحدة قررت دخول الحرب بثقلها إلى جانب الحلفاء، أما الرابعة فكانت. هبوط القوات الأمريكية في نورماندي هزمت الولايات المتحدة القوات النازية الألمانية، ثم سارت نحو الأراضي الفرنسية ودفعت الألمان إلى حدودها الغربية مع فرنسا. كانت هذه مقدمة للسقوط المدوي لبرلين في نهاية الحرب.

وكانت النتائج النهائية للحرب:

  • أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي القوتين العالميتين في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية على حساب القوتين التقليديتين، بريطانيا العظمى وفرنسا.
  • القضاء على الدكتاتوريات التي قاتلت في الحرب العالمية الثانية، مثل ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية.
  • اندلاع حرب جديدة، الحرب الباردة، بين العالم الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الاشتراكي الشيوعي بقيادة الاتحاد السوفييتي. وهذا هو الاستقطاب العالمي الذي استمر حتى نهاية ثمانينيات القرن العشرين، عندما انهار الاتحاد السوفييتي وتفكك وانتصرت القيم الرأسمالية وأصبحت القوة العظمى في العالم حتى يومنا هذا.
  • تأسست الأمم المتحدة عام 1945، مباشرة بعد الحرب. لقد مثلوا بديلاً لعصبة الأمم التي فشلت في أداء دورها. الأمم المتحدة منظمة دولية تجمع كل الدول وتسعى إلى حل النزاعات سلميا كبديل للحرب.
  • وكان ظهور العديد من المشاكل العالقة في العالم بسبب النفوذ الأجنبي، مثل الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953م، والتي شاركت فيها كوريا الشمالية والجنوبية، وكذلك قضية فلسطين التي احتلتها العصابات اليهودية، كانت خلال فترة وبعد الحرب العالمية الثانية، عملوا على أراضيهم وأقاموا مستعمرات هناك على أساس الأراضي العربية، مما أدى إلى إنشاء دولتهم عام 1948 على حساب فلسطين العربية، ويحتل هذا الكيان الأراضي الفلسطينية حتى يومنا هذا.
  • تزايد حركات التحرر الوطني من الاستعمار البريطاني والفرنسي في آسيا وأفريقيا في الخمسينيات والستينيات وحتى السبعينيات.

إن عواقب الحرب العالمية الثانية عديدة ولا تزال محسوسة جميعها حتى اليوم. وقد تعرفنا على بعضها من خلال المعلومات التاريخية التي عرضناها في هذا المقال، وهذا يوضح بشكل غير مباشر أهمية هذه الحرب في حياتنا حتى وقت كتابة هذه السطور.