من هو أبو النواس؟

ولد في الأهواز عام 139 م / 756 م وتوفي عام 198 م / 814 م.

نشأ أبو نواس في بيئة فقيرة حيث توفي والده وهو صغير، ودفعته ظروفه الصعبة إلى العمل كطبيب أعشاب وهو صبي. إلا أنه كان ذكياً جداً ويحب الشعر، فبدأ بتأليفه في سن مبكرة.

وفي سن الثلاثين، انتقل أبو نواس إلى بغداد وسرعان ما أصبح أحد أشهر شعراء المدينة. وكان يمدح الخلفاء والأمراء وينظم قصائد في أغراض مختلفة منها الشعر والمدح والهجاء والفخر والرثاء.

واشتهر أبو نواس بشعره الخمري الذي وصف فيه الخمر ومتاعها بشكل ساحر. كما عُرف بشعره المبتكر الذي كسر فيه القواعد التقليدية للشعر العربي.

كان أبو نواس شخصية مثيرة للجدل. وقد وُصِف بأنه شخص سكير ومخنث، وكان يعيش حياته في متعة وترف. إلا أنه كان شاعراً موهوباً وترك إرثاً شعرياً غنياً.

وهذه بعض ملامح شعر أبي نواس:

  • وتنوعت نواياه الشعرية حيث نظم القصائد والمدح والهجاء والفخر والرثاء.
  • وقد اتسمت قصائده بالأسلوب الصارم الذي مزج فيه بين الحنان والقسوة.
  • وكان يستخدم في قصائده كلمات عامية تقربه من الناس.
  • واتسمت قصائده بالسخرية والفكاهة.
  • “أتمنى لو كان لدي شعر عندما أموت”
  • “أتمنى لو كان شعري نائماً”
  • “لا، أيها الغزلان الذي لا قعر له.”
  • ”أتمنى لو كان هذا الوقت بالأمس“

وأغنى أبو نواس الشعر العربي بإبداعاته وفتح آفاقاً جديدة للشعراء من بعده.

فيمن تأثر أبو نواس من خلال شعره؟ وأين تعلم الشعر ومارسه؟

وقد تأثر أبو نواس في شعره بالعديد من الشعراء منهم:

  • عمر بن أبي ربيعة: تأثر أبو نواس بشعر عمر بن أبي ربيعة في الغزال، ولذلك نظم قصائد في غزل صريح، كما وصف الخمر ومتعها بأسلوب ساحر.
  • الفرزدق وجرير: تأثر أبو نواس بهذين الشاعرين في الهجاء، فكتب قصائد في الهجاء الشديد.
  • أبو تمام: تأثر أبو نواس في الوصف بأبي تمام حيث وصف الطبيعة والإنسان وصفاً بديعاً.
  • البحتري: تأثر أبو نواس في مدحه بالبحتري، حيث كان يمدح الخلفاء والأمراء بأسلوب لطيف.

أما في تعلم الشعر وممارسته، فقد بدأ أبو نواس في تأليف الشعر في سن مبكرة، وكان يزور مشايخ اللغة والأدب والشعر والدراسات الدينية في البصرة ليتعلم منهم وينمي موهبته. ثم انتقل إلى بغداد حيث أصبح من أشهر شعراء المدينة.

إن ثقافته الواسعة وذكائه الحاد جعلت منه شاعراً محترماً. وكان يجيد اللغة العربية، كما يتقن فنون الشعر المختلفة، مثل: الشعر والمدح والهجاء والفخر والرثاء.

فتح أبو نواس آفاقاً جديدة للشعر العربي. كان أول من كسر قواعد الشعر التقليدي وقدم موضوعات جديدة مثل النبيذ والاختلاط والحياة الليلية.

هل كان أبو النواس مهتما بالسياسة والحكم؟

نعم والحكم وهذا يعكس اهتمامه بشعره.

كان أبو نواس شاعرا موهوبا، يمتلك ذكاء حادا وثقافة واسعة حفزت اهتمامه بقضايا السياسة والحكم. وقد عبر عن هذا الاهتمام بشعره، فنظم قصائد في مدح الخلفاء والأمراء، وأخرى في الهجاء، وأخرى في الرثاء، وأخرى في الفخر.

ومن أشهر قصائده السياسية:

  • قصيدة “ليتني أمتلك شعراً عندما أموت” يخاطب فيها الخليفة المهدي ويعبر عن استيائه من حال البلاد.
  • قصيدة “ليت الزمن أمس” يخاطب فيها الخليفة المأمون ويعبر عن استيائه من ظلمه.

وكان أبو نواس صريحا في انتقاده للخلفاء والأمراء، ولم يكن يخشى العقاب عليه. ورأى أن الشعراء يجب أن يكونوا صوت الناس ويعبروا عن همومهم ومشاكلهم.

ومن أشهر قصائده الساخرة:

  • قصيدة “يا من يرى الدنيا وما فيها” يسخر فيها من الخليفة المهدي.
  • قصيدة “يا من يرى النهار وما فيه” يسخر فيها من الخليفة المأمون.

كان أبو نواس شاعراً مبدعاً، وكان له أسلوب ساخر متميز مزج فيه بين الحنان والخشونة، وكان يستخدم ألفاظاً عامية في أشعاره تقربه من الناس.

كان أبو نواس شاعراً مؤثراً وترك إرثاً شعرياً غنياً يعكس اهتمامه بالسياسة والحكم.

أشهر قصائده ؟

ومن أشهر القصائد التي اشتهر بها أبو نواس قصيدة “ألا تعطيني خمراً وتقول لي إنها خمر؟”، وهي قصيدة من الشعر الخمري يصف فيها الخمر بشكل ساحر ويشربها. واشتهرت هذه القصيدة بجمالها وأناقة كلماتها وأصبحت من أشهر القصائد عن الخمر في الشعر العربي.

وكتب أبو نواس العديد من القصائد الشهيرة الأخرى منها:

  • قصيدة: “ليتني أمتلك قصائد عندما أموت”
  • قصيدة: “ليت الزمان كان بالأمس”
  • قصيدة “إلا يا ظبية القاع”
  • قصيدة “يا من يرى الدنيا وما فيها”

لكن قصيدة “ألا تعطيني خمرا وتقول لي إنه خمر” هي أشهر قصائده، ويردد الناس أبياتها حتى يومنا هذا.

وإليك بعض الأبيات من هذه القصيدة:

من فضلك أعطني خمرا وأخبرني أنها خمر واسقني شرابا ممزوجا بماء عذب. النبيذ ليس أكثر من ماء عذب عندما تشربه في ضوء الصباح.

ليتني أعلم أنني عندما أموت سأستلقي في القبر، وأرتاح من هموم هذا العالم، وأتناول الخمر في الجنة.

اشتهر أبو النواس بقصيدته “اترك ذنبي”.

قصيدة : اترك ذنبي

انسَ إلقاء اللوم عليّ، يا مذنب، لأن اللوم لا يفيدني. أكره التظاهر وأحب أن أسامح بسهولة.

أنا إنسان أحب الخمر وأحب الأغنية والشعر وأكره التقشف والاقتصاد وأعشق الحياة والفرح

انا شخص يحب المرح ويكره الجد والتعب ويحب الحياة الجميلة ويكره الحياة الكئيبة

انسَ لومني يا مذنب، لأنه لا فائدة من لومني. أنا شخص أعيش حياتي بالطريقة التي أحبها وأريدها

شرح القصيدة

تعبر هذه القصيدة عن شخصية أبو نواس المتمردة التي لا تهتم بمن يلومه وتعيش حياتها بالطريقة التي تريدها.

في الأبيات الأولى يخاطب أبو نواس مذنبيه ويقول لهم إنه لا يبالي بذنبهم وأنه لن يغير أسلوب حياته. يحب العيش بعفوية واسترخاء ولا يحب التظاهر.

وفي الأبيات الوسطى يتحدث أبو نواس عن حبه للخمر والغناء والشعر، كما يتحدث عن كراهيته للتقشف والاقتصاد. يحب الحياة الجميلة والمبهجة ويكره الحياة الكئيبة.

وفي الأبيات الأخيرة يؤكد أبو نواس أنه لن يتغير وسيستمر في عيش حياته بالطريقة التي يحبها.

وقد اشتهرت هذه القصيدة بأسلوبها البسيط البسيط وتعبيرها عن شخصية أبي نواس المتمردة.

قصيدة يا رب مجلس الصبية الذي ستصعد إليه

قصيدة يا رب مجلس الصبية الذي ستصعد إليه

يا رب جمعاً من الشباب الذين أذنت لهم أن يشربوا من صدر خبية خالصاً، كأنه ظاهرها والماء ينقر عليه وهي تنتظر الفرح في كف مصباح.

كقرقرة الإبريق بينهم، حتى اشتهر بين الناس وانتشر، فسألت بائعته كم كان ذلك في عصيره، فقالت لي إن والد جدي قد اختاره.

من يطلبه إليها يتسع، ومن يزور شريطها يتسع، ونحن في وسط حديقة، ويتجلى سعي الخنثى في لطفه.

شرح القصيدة

تعبر هذه القصيدة عن حب أبو نواس للخمر ورغبته في الاستمتاع بها مع الشباب في جو ودي.

في الآيات الأولى يلجأ أبو نواس إلى ربه ويطلب منه أن يرتب له جمعاً من الصبيان الصالحين ليشرب معهم الخمر.

وفي الأبيات الوسطى يصف أبو نواس النبيذ الذي يريد أن يشربه ومدى جمال شكله وطعمه.

وفي الأبيات الأخيرة يصف أبو نواس المجلس الذي يريد الانضمام إليه وكيف سيكون مليئاً بالبهجة والسرور.

واشتهرت هذه القصيدة بتصويرها لجمال النبيذ ورغبة أبي نواس في الاستمتاع به.