لبن هذه الناقة كان يكفي قوم سيدنا صالح وعندما ذبحت كانت كارثة – ذكر الله تعالى في كتابه العزيز الغرض من رواية القصص القرآنية لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم عليه وعليه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين).[١] تقوية قلب النبي صلى الله عليه وسلم كما قال ابن عاشور تزيد يقينه بوعود الله عز وجل، وتحرر قلبه من إنكار قومه له، كما يفعل من قرأ هذه الآية. كتاب الإيمان بالله ستجد فيه مواعظ مفيدة وعميقة وقصص مفيدة ومشاهد مؤثرة، وهو أعظم درس فيه.

لبن الناقة دي كان يكفي قوم سيدنا صالح ولما ذبحها كانت كارثة

وبعد قوم عاد جاء بنو تمود وسكنوا الأراضي التي استعمروها. لقد كانوا أقوياء، ينحتون المنازل من جيل إلى جيل ويستخدمون الحجر في البناء.

كما نصرهم الله ورزقهم كل شيء، وبدلاً من أن يشكرون نعمه التي لا تعد ولا تحصى، عصوه وعبدوا الأصنام وتفاخروا فيما بينهم بقوتهم، فأرسل الله إليهم سيدنا صالح، وكان قومه يحترمونه من قبل. وألهمه الله وأرسله إليهم بالدعوة لما عرف به من حكمة وطهارة وخير.

واجتمع عليه السلام مع قومه فقال لهم: “يا قوم ليس لكم من إله غيره”، فتعجب شيوخ قومه من قوله، واتهم آلهتهم، ونهى عنها ليعبدوها وأمرهم أن لا يعبدوا إلا الله.

فصدمتهم دعوته كثيراً فقالوا له: “كنا نرجوك وقبلنا لعلمك وعقلك وأمانتك وحسن تدبيرك، أما الآن فقد خاب أملنا فيك”.

لأنك حرمتنا ما يعبد آباؤنا وما كنا نتوقع منك أن تهين آلهتنا التي كان آباءنا يعبدونها.

ورغم صدق دعوة صالح عليه السلام إلا أن الناس لم يصدقوه. ظنوا أنه مسحور وطلبوا منه أن يصنع معجزة تثبت أنه رسول الله الذي دعاه صالح إلى ربه وأراد أن يستجيب الله له.

وفي أحد الأيام انفجر حجر من الجبل فخرجت ناقة. وكانت تلك المعجزة التي وصفها الله تعالى بقوله “ناقة الله”. وفي أحد الأيام، تدفقت المياه إلى الآبار، حتى أن بقية الحيوانات لم تقترب من الماء في ذلك اليوم.

قد تكون مهتمًا بـ:

كما أنها تنتج ما يكفي من الحليب لجميع الناس لشرب الماء في ذلك اليوم. وزادت دهشة تمود عندما ولدت الناقة من صخور الجبل، وزادت دهشتها أيضا عندما كان لبنها يكفي الجميع.

استمرار القصة

وبعد ذلك أمر الله صالح عليه السلام أن يأمر قومه أن تأكل الناقة في أرض الله ولا يؤذيها، وكاد العذاب أن يأخذها، وعاشت الناقة بين الناس الناس.

فآمن بعضهم، ولكن أكثرهم ظلوا على معاندتهم وكفرهم. تحولت كراهية سيدنا صالح إلى الناقة المباركة وبدأت المؤامرة.

وفي إحدى الأمسيات عُقد اجتماع لشيوخ الشعب لبحث ما يجب فعله لإنهاء سمعة صالح. فنصحهم أحدهم بقتل الجمل ثم صالح.

وقع الاختيار على تسعة من الأقوياء الذين نشروا الفساد في الأرض. والويل لمن عارضهم. واتفقوا على تاريخ ومكان الجريمة.

وفي الليلة المعينة، إذ كانت الناقة نائمة بسلام، هجم عليها الناس فقتلوها، فعلم صالح بما حدث، فخرج مغضبًا وقال لهم: ألم أحذركم من قتلها؟ ؟”

فأجابوه مستهزئين: أين العذاب الذي قلت إن كنت من الرسل؟ فوعده الله أن يهلكهم بعد ثلاثة أيام، فترك صالح قومه وذهب.

وفي فجر اليوم الرابع انفجرت السماء صرخة هائلة أرعبت أهل صالح وقتلتهم جميعا قبل أن يدركوا ما حدث. وذهب معه الذين آمنوا بنبي الله صالح ونجا من العذاب.

“كذب ثمود في استكبارهم 11 إذ خرج أفقرهم 12 فقال لهم رسول الله: إنها ناقة من عند الله فسقواها 13 فكفروا به ومثلوا بها”. ‘ فتذمر لهم أن ربهم كفر عنهم سيئاتهم 14 ولا يخاف من العقاب 15 سورة الشام