قصة حقيقية فيها حكمة وعبرة: كيف نجا هذا الرجل من الموت بعد أن قُتل وأثنى عليه الجميع؟ – المزيد من القصص والعبر الرائعة نرويها لكم على موقعنا ونتمنى أن تنال إعجابكم. نعرض لكم مجموعة من القصص الرائعة للغاية، وفي نهايتها عبرة عظيمة يمكن أن يكون لها أثر كبير في حياة من يقرأها، ومن الممكن أن تتغير حياته إلى الأبد نتيجة لذلك. لا تفوت قراءة هذا.

قصة حقيقية فيها حكمة وعبرة: كيف نجا هذا الرجل من الموت بعد أن قُتل وأثنى عليه الجميع؟

جاء شابان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان في المجلس. أخرجوا رجلاً من الصحراء فأوقفوه أمامه؟؟

فقالوا: يا أمير المؤمنين، هذا قتل أبانا.

قال: قتلت أباها

قال: نعم قتلته!

قال: وكيف قتلته؟

قال: قدم إلى أرضي على جمله فانتهره فلم ينهره، فبعثت عليه بحجر فوقع على رأسه فمات.

قد تكون مهتمًا بـ: قصص و دروس

وقال عمر: “القصاص قرار لم يُكتب، وقرار معقول لا يحتاج إلى نقاش. ولم يسأل عمر عن عائلة هذا الرجل. هل هو من عائلة قوية؟

وما موقعه في المجتمع؟ ولا يهم عمر -رضي الله عنه- شيء من ذلك، لأنه لا يحابي أحداً ينتمي إلى دين الله، ولا يحابي أحداً على شرع الله، ولو كان ابنه القاتل لكان. ففعل ذلك انتقاما منه.

فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، أسألك بما فعلت السماوات والأرض، أن تتركني ليلة واحدة حتى أذهب إلى زوجتي وأولادي في الصحراء وأخبرهم أنك أنت. سيقتلونني ثم أعود إليك، والله ما لهم من ناصر إلا الله ثم أنا.

فقال عمر: ومن يعينك على الذهاب إلى الصحراء ثم الرجوع إلي؟

فسكت كل الشعب، لا اسمه ولا خيمته ولا بيته ولا قبيلته ولا موطنه. فكيف لا يعينونه بعشرة دنانير؟ ولم يكن ضمان البعير أن تقطع رقبته بالسيف.

من يعترض على تطبيق عمر لشرع الله؟ ومن يستطيع أن يدافع عنه ومن يستطيع أن يفكر في التوسط معه؟ فسكت الصحابة وتأثر عمر لأنه في حيرة: هل يتقدم ويقتل هذا الرجل وأولاده يتضورون جوعا هناك أم يتركه ويذهب بلا كفالة فيضيع دماء المقتول؟ ، وسكت الناس.

فأخفض عمر رأسه والتفت إلى الشابين: هل تسامحونه؟

قالوا: لا، من قتل والدنا يجب أن يقتل يا أمير المؤمنين.

فقال عمر: من يكفل هذا يا شباب؟!!

فقام إليه أبو ذر الغفاري، على الرغم من شيبه وزهده، فقال: يا أمير المؤمنين أنا أضمنه.

قال عمر: قتل.

قال: ولو كان قاتلاً!

قال: هل تعرفه؟

قال: لا أعرف. قال: فكيف تكفله؟

قال: رأيت فيه صفات المؤمن، ولذلك علمت أنه لن يكذب وأنه سيأتي إن شاء الله

فقال عمر: يا أبا ذر، أتظن أني سأفارقك إذا تردد بعد ثلاثة أيام؟

قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين.

فخرج الرجل، وأمهله عمر ثلاث ليالٍ ليستعد، ويودع أولاده وأهله، ويتولى أمر من بعده، ثم يأتي فينتقم منه لما كان من قتله.

وبعد ثلاث ليال لم ينس عمر الموعد، وكان يحصي الأيام، وفي العصر نادى في المدينة: “الصلاة عالمية”، فجاء الشابان واجتمع الناس، وجاء أبو ذر فجلس في المقدمة. عمر.

فقال عمر: أين الرجل؟ قال: لا أدري يا أمير المؤمنين!

ونظر أبو ذر إلى الشمس كأنها تمر بسرعة غير معتادة، والصحابة صامتون، يتأثرون بما لا يعلمه إلا الله.

صحيح أن أبو ذر يسكن في قلب عمر وأنه سيقطع له جزء من جسده إذا أراد، ولكن ذلك قانون، ولكن ذلك أسلوب، ولكن تلك قرارات إلهية، فاللاعبون لا يلعبون. معهم لا يدخلون في أدراج لمناقشة صحتها، ولا ينفذون في ظروف دون ظروف وعلى أشخاص دون شعب وفي مكان بلا مكان.

وقبل غروب الشمس جاء رجل وقال لعمر “الله أكبر” فقال المسلمون معه “الله أكبر”.

فقال عمر: يا رجل، لو بقيت في صحرائك ما أحسنا بك، ولا عرفنا مكانك!!

فقال: يا أمير المؤمنين، والله لست مسؤولاً عنك، ولكني مسؤول عمن يعلم السر وما يخفى!! وها أنا يا أمير المؤمنين عندي أولادي. كالفراخ التي تركت في الصحراء بلا ماء ولا شجر، وجئت لأقتل، وخشيت أن يقال لقد ذهب وفاء الناس بالعهد.

سأل عمر بن الخطاب أبا ذر لماذا ضمته؟؟؟

قال أبو ذر: خشيت أن يقول الناس قد ذهب الخير من الناس

فقام عمر وقال للشابين: ماذا ترون؟

فقالوا يبكون: قد غفرنا له يا أمير المؤمنين بصدقه، قالوا: نخشى أن يقال قد ذهب عفو الناس.

فقال عمر: الله أكبر، وسالت دموعه على لحيته. فجزاك الله خيراً على عفوك يا أبا ذر، يوم أعتقت هذا الرجل من بؤسه. جزاك الله خيراً على صدقك وإخلاصك أيها الرجل.

جزاك الله خيراً بعدلك ورحمتك يا أمير المؤمنين. وقال أحد المحدثين: والذي نفسي بيده، لقد دفنت سعادة الإيمان والإسلام في كفن عمر.