قصص دينية رائعة جداً: لماذا سكب ابن سيرين الزيت كله ودخل السجن؟ ماذا قدم للإنسانية؟ – المزيد من القصص والعبر الرائعة نرويها لكم على موقعنا ونتمنى أن تنال إعجابكم. نعرض لكم مجموعة من القصص الرائعة للغاية، وفي نهايتها عبرة عظيمة يمكن أن يكون لها أثر كبير في حياة من يقرأها، ومن الممكن أن تتغير حياته إلى الأبد نتيجة لذلك. أتمنى لك قضاء وقت ممتع ومفيد.
قصص دينية رائعة جداً: لماذا سكب ابن سيرين الزيت كله ودخل السجن؟ ماذا قدم للإنسانية؟
وكانت سيرين جارية لأنس بن مالك، فأعتقه وتزوجه من صفية خدة أبو بكر الصديق، وأنجب منها ثلاثة أبناء كان محمد أوسطهم. نشأ في بيت تنتشر فيه التقوى في كل ركن من أركانه.
ولما اقترب من البلوغ وجد مسجد الرسول مملوءا برفات الصحابة الكرام وكبار التابعين، فتقرب منهم وشرب من علمهم، وكان عقله مليئا بالعلم والحكمة. ثم انتقل بأسرته إلى البصرة واتخذها موطناً لهم.
فسلك طريقين متوازنين، يقضي نصف يومه في العلم والعبادة، ونصفه الآخر في الكسب والتجارة. أراد الله أن يختبر صدقه.
اشترى ذات مرة زيتًا بأربعين ألف درهم، يدفعه كل عام، فلما فتح وعاءً جلديًا فيه الزيت، وجد بداخله فأرًا متعفنًا ميتًا، فأزعجه الزيت.
وفكر ابن سيرين فقال: إن الزيت كله كان في إناء قبل أن يوضع في الأوعية، ووقع الفأر فيه قبل أن ينقسم، ومعنى ذلك أن الزيت كله قد تلوث بذلك الفأر.
قد تكون مهتمًا بـ: قصص و دروس
كل هذا بفضل تفكيره وتحليله، وربما يكون الفأر قد سقط للتو في هذا الوعاء.
فقال في نفسه: لو رددت هذا الزيت إلى البائع لعله يبيعه على غيره. فالزيت نجس ومضر بالناس، ولا أستطيع أن أبيعه عند نهر الماء.
استمرار القصة
وهنا خسر ابن سيرين النفط، ودخل في الديون، وتكبد خسارة فادحة، وتراكمت عليه ديون كبيرة.
وطالب صاحب الدين بماله عند انقضاء الأجل، لكن ابن سيرين عجز عن السداد، فرفع الرجل أمره إلى الوالي، فأمره الوالي بالدفع، فقال له لا أستطيع لأنني لا أستطيع. ولما كان لديه ما يكفي من المال، أمر بحبسه حتى يسدد ديونه.
ولما مكث في السجن مدة طويلة، رأى حارس السجن سلوكه، أشفق عليه وقال له: “يا شيخ، إذا أمسيت اذهب إلى أهلك، وإذا أصبح الصباح ارجع إلى البيت”. السجن “حتى تعود”.
فقال ابن سيرين: لا والله لا أفعل هذا، لئلا أساعدك على خيانة السلطان، وهذا أمر لا يسمح به السلطان.
وكان أنس بن مالك رضي الله عنه على وشك الموت وأوصى محمد بن سيرين أن يغسله ويصلي عليه، وكان ابن سيرين لا يزال في السجن. ولما مات جاء الناس إلى الوالي وأخبروه بوصية صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخادمه، وطلبوا منه إطلاق سراح ابن سيرين حتى ينفذ. وصية أنس.
فوافق الوالي وأذن له بالذهاب، لكن ابن سيرين رفض وقال لهم: “لن أخرج حتى تستأذنوا المدين لأني حبست في حقه”.
فخرج من سجنه وغسل أنس وصلى عليه ثم عاد إلى السجن ولم يذهب إلى أهله.
وأثناء وجوده في السجن، تمكن من أن يصبح أول من وضع قواعد تفسير الأحلام، وكلها مستمدة من القرآن والسنة. وعاش حتى بلغ 77 سنة.
رحم الله محمد بن سيرين وأسكنه الفردوس الأعلى.