يمكن القول أن الشخص لديه مهارات التفكير الإبداعي، أو مهارات التفكير النقدي، أو كليهما. يجب علينا نحن البشر أن نمتلك مهارات تمكننا من التفكير الإبداعي والنقدي في نفس الوقت، ولكن الفرق بينهما كبير من المصطلحين ويبرز الفرق بين التفكير الإبداعي والتفكير النقدي.

الفرق بين التفكير الإبداعي والتفكير الناقد

كلتا المهارتين ضروريتان في الحياة، وفي الواقع يجب أن يكون هناك واجهة بينهما. يمكن للإنسان المبدع أن يكون ناقداً من الداخل، بحيث يكون لديه القدرة على التحليل والتساؤل المنطقي عن القضايا، والفرق بينهما في الحقيقة هو:

الفرق بين التفكير الإبداعي والتفكير الناقد

  • يعتمد التفكير الناقد على التحليل بهدف الوصول إلى قرار أو نتيجة، بينما يعتمد التفكير الإبداعي على توليد الأفكار بهدف إيجاد حلول حقيقية للمشكلات.
  • يعتمد التفكير الناقد على التوسع الرأسي للمعلومات حول نفس الموضوع، بينما يعتمد التفكير الإبداعي على التوسع الرأسي (الجانبي)، والذي يمكن أن يولد المزيد من الأفكار وبالتالي المزيد من الحلول.
  • ويعتمد التفكير الناقد على إصدار الأحكام، بينما يعتمد التفكير الإبداعي على تأجيل إصدار الأحكام، والاعتماد على الحدس والمرونة، وتطوير المزيد من الأفكار والرؤى والحلول.
  • يعتمد التفكير النقدي على قواعد منطقية، في حين أن التفكير الإبداعي لا يفعل ذلك. والأهم من ذلك هو إطلاق العنان للقدرات الخفية بلا حدود.
  • ويعتمد التفكير الناقد على إجابات محددة، بينما يعتمد التفكير الإبداعي على إجابات متعددة. التفكير الناقد هو تفكير لفظي، بينما التفكير الإبداعي يعتمد على الصور المرئية.

التفكير الناقد والتفكير الإبداعي pdf

إذا كنت تريد المزيد من المعلومات حول التفكير النقدي والتفكير الإبداعي بصيغة PDF، يمكنك تحميل هذا الكتاب من الرابط التالي: انقر هنا.

مهارات التفكير الإبداعي

لا تقتصر مهارات التفكير الإبداعي على المهارات الفنية فقط. بل يتسع ليشمل جوانب متعددة، وإليكم المهارات الأساسية التي تعتبر من مكونات التفكير الإبداعي.

  • التفكير التحليلي: قبل أن تتمكن من البدء في التفكير بشكل إبداعي حول قضية أو مشكلة ما، يجب عليك أولاً فهمها. وهذا يتطلب القدرة على فحص جميع جوانب المشكلة بعناية لفهم معنى كل جزء. سواء كنت تواجه نصًا، أو مجموعة بيانات، أو منهجًا دراسيًا، أو معادلة علمية، فيجب عليك دائمًا أن تبدأ بالتحليل قبل أن تبدأ في إيجاد حل إبداعي لها.
  • الانفتاح: الإبداع يعني التفكير في أشياء لم يفكر بها أحد من قبل. هذا هو المكان الذي يتعين عليك فيه وضع أي افتراضات أو تحيزات جانبًا والنظر إلى الأشياء من حولك من منظور جديد تمامًا. لذا فإن التعامل مع المشكلة بعقل متفتح يمنحك الفرصة للتفكير بشكل إبداعي.
  • حل المشكلات: لا يبحث أصحاب العمل فقط عن الأشخاص المبدعين والمثيرين للإعجاب. بل يريدون توظيف أشخاص مبدعين قادرين على حل المشكلات المتعلقة بالعمل. لذلك، في كل طلب، لا تذكر مهاراتك الإبداعية فحسب، بل اشرح أيضًا كيف ساعدت هذه المهارات في حل المشكلات والمشكلات السابقة.
  • التنظيم: يبدو هذا متناقضًا بعض الشيء مع الحكمة التقليدية القائلة بأن الأشخاص المبدعين غالبًا ما يكونون فوضويين.
  • ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن التنظيم عامل مهم في التفكير الإبداعي. قد تشعر بالفوضى بعض الشيء عند تجربة فكرة جديدة، ولكن بعد ذلك تحتاج إلى تنظيم أفكارك وترتيبها حتى يتمكن الآخرون من فهمها واتباع رؤيتك. من المهم للغاية أن تكون قادرًا على بناء خطة عمل ذات أهداف ومواعيد نهائية واضحة.
  • التواصل: لن يقدر أحد أفكارك الإبداعية أو الحلول الإبداعية التي تتوصل إليها إذا كنت غير قادر على إيصالها بشكل فعال إلى الأشخاص الذين تعمل معهم أو المشاركين في تلك الحلول. لذلك، يجب أن تتمتع بمهارات تواصل قوية، سواء كانت شفهية أو كتابية.
  • بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون قادرًا على فهم الموقف جيدًا حتى تتمكن من التفكير فيه بشكل إبداعي، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا إذا استمعت جيدًا وقادرت على طرح الأسئلة الصحيحة التي ستقودك في النهاية إلى فهم المشكلة المطروحة. منك ومن ثم حلها.

مراحل التفكير الإبداعي

يمر التفكير الإبداعي بعدة مراحل، حددها الباحثون بشكل مختلف، ويتم عرض هذه المراحل في أربع مراحل.

  • المرحلة الأولى هي الإعداد: وفي هذه المرحلة يتم تحديد المشكلة وفحصها من جميع جوانبها. يتضمن الاختبار جمع المعلومات وتحديد المهارات والخبرات. ومن غير المرجح أن يتم التفكير الإبداعي دون المرور بهذه المرحلة.
  • المرحلة الثانية هي الاحتضان: وفي هذه المرحلة يتم تصفية العقل من العديد من الأفكار التي لا علاقة لها بالمشكلة. وتتميز هذه المرحلة بالجهد الكبير الذي يبذله صاحب التفكير الإبداعي لحل المشكلة. وتكمن أهمية هذه المرحلة في أنها تتيح للعقل فرصة تصنيف الأفكار، وحذف المهم منها واستبعاد الخاطئ منها.
  • المرحلة الثالثة هي مرحلة التنوير: في هذه المرحلة تولد أفكار جديدة ويتم التعرف عليها. في هذه المرحلة يمكن أن تنشأ الأفكار دون أي مقدمات ويصل الإنسان إلى لحظة الإبداع حيث يشرق الحل كالإلهام.
  • المرحلة الرابعة هي مرحلة التحقيق: وفي هذه المرحلة يختبر المبدع الفكرة ويفكر فيها حتى يرى مدى صحتها. هذه المرحلة هي المرحلة القابلة للتنفيذ حيث يمكن تحقيق الحل النهائي أو تكييفه مع الموقف أو المشكلة.

لماذا نحتاج إلى التفكير الإبداعي؟

  • يؤدي التفكير الإبداعي إلى تحسين جودة الحلول المستخدمة لحل المشكلات المعقدة، كما أن أنواع التفكير الإبداعي تعزز توليد أفكار جديدة ومبتكرة قد لا تكون موجودة في التفكير التقليدي.
  • يتيح التفكير الإبداعي للأفراد النظر إلى المشكلات والتحديات من وجهات نظر مختلفة وإيجاد حلول فريدة لتلبية احتياجاتهم.
  • بالإضافة إلى ذلك، توفر أنواع التفكير الإبداعي الفرصة لاستخدام أساليب غير تقليدية ومجموعات جديدة من الأفكار لحل المشكلات. وهذا يمكن أن يحسن جودة الحلول ويجلب فوائد ملموسة للشركات والمؤسسات.
  • بشكل عام، يعتبر التفكير الإبداعي أساسًا أساسيًا لحل المشكلات بطرق جديدة ومبتكرة. يساعد على تحقيق الابتكار والتجديد والتطوير الذاتي وتحسين جودة الحلول وتعزيز النمو والتطوير في المنظمات والشركات. تبني أشكال التفكير الإبداعي كأداة مستدامة للتميز والنجاح في بيئة العمل المتغيرة.