لقد أصبح العالم الذي نعيش فيه مليئا بأنواع مختلفة من البؤس والبؤس وغياب الإنسانية، والتي ورثناها لأنفسنا. نتناول خلال هذا الموضوع قصة مقتل فتاة بريئة أودى بحياتها من كان سبباً في مجيئها إلى هذه الحياة، ما لا يستطيع العقل فهمه، ولا يتقبله القلب. دعونا نروي. تفاصيل القصة تتبع.
مقتل فتاة بريئة
طفلة بريئة تدعى “مي يوسف أحمد” عمرها ست سنوات. لها قلب معروف بالطهارة والنقاء والبراءة. ليس لها ذنب في الحياة، إلا أنها ابنة أبوين لا ينتميان إلى الأبوة بأي حال من الأحوال. أب وأم مجردان من كل معاني الإنسانية والرحمة. الرحمة جريمة تملأ الجبين خجلاً وتذرف دموعاً من الدماء، إذا ارتكبها بحق أي إنسان من لا يملكون إلا أشباه القلوب، فكيف إذا كانوا… أب وأم قاسي القلب لا يرحم؟ هل هذا ممكن؟
تفاصيل ارتكاب الجريمة
وكانت الطفلة “مي” تعيش في منزل مليء بالصراعات الأسرية، حيث كان جدها لأبيها متزوجا من زوجة أخرى، مما أثار الكراهية والاستياء بين أفراد الأسرة. كل ما كان يهمهم هو أكل الميراث، وكيفية التخطيط بمكر ومكر. مما يمكنهم من اغتنام ما يرضي نفوسهم المريضة التي لا تشبع قليلًا ولا كثيرًا.
الابن «يوسف» فكر بمكر شديد، متخليًا عن مشاعره كأب وابن في نفس الوقت. كل ما كان عليه فعله هو أن يلتقي بزوجته، وبدأا يفكران في الأمر. وماذا يفعلون للحجز على أموال وممتلكات جد الطفل؟ لا بد أن يكون هناك فخ لعين يمكنهم من الحصول على ما يريدون، ويدفع كل الناس إلى المطالبة بحقوقهم وتعويضاتهم، فماذا يجب أن نفعل؟
وفكر الزوجان في قتل الجد وزوجته، لكن الفكرة لم تعجبهما كثيراً. لا بد أن تكون هناك فكرة أحقر تمكنهم وحدهم من الحصول على أموال كثيرة، وهو ما دفعهم إلى الاجتماع بفكرتهم الشيطانية اللعوبة، والتي جعلتهم يفكرون في قتل فتاة بريئة لا ذنب لها في الحياة. .
بدأ الوالدان بالتخطيط لقتل ابنهما الحبيب. من أجل إلقاء التهمة على الجد وزوجته، مما دفعهم إلى سرقة بطاقة الجد الشخصية قبل حوالي خمسة عشر يومًا من ارتكاب الجريمة، بالإضافة إلى سرقة فستان زوجة الجد!
كيف قُتلت الفتاة البريئة مي؟
وعندما حل منتصف الليل، بدأ الأهل بالتفكير في تنفيذ خطتهم، وبعد أن ينام الجميع واستقر الوضع، جاءت لحظة التنفيذ.
استدعى الأب ابنته بهدوء وطلب منها الخروج خارج المنزل لمساعدته في إنجاز بعض المهام. لم تفعل شيئًا سوى الإسراع لمساعدة والدها الذي كانت تحبه كثيرًا، دون أن تعلم أنه ووالدتها كانا يفكران في قتل فتاة صغيرة بريئة كانت جديدة على الحياة.
وبعد خروجها من المنزل، طلب ثنائي الأب من الطفلة «مي» التي لا تستحق أن تنسب إليه، أن تحضر شال جدها، فأسرعت المسكينة لإحضار السلاح البارد لنفسها لقتلها. أخذها الأب إلى منزل مهجور، وحاولوا خنقها بشال الجد، فسقطت هامدة، وفقدت أنفاسها من الحياة.
وضع الوالدان فستان زوجة الجد تحت الطفلة، ووضعا الشال وبطاقة الجد بجانبها، وذهبا إلى غرفتهما وكأن شيئًا لم يحدث. وفي الصباح الباكر ذهبت الأم الماكرة إلى جدة الطفلة تسألها عنها، فقامت خائفة على أمل أن تجد فلذة كبدها، وحفيدتها التي كانت تجلس في قلبها كان مظلماً، وكل شيء وأصيب أهالي القرية بالذعر، بحثاً عن الطفلة البريئة “مي”.
وبعد مرور بعض الوقت، وجدوا جثة الطفل في المنزل المهجور. ولم يكن أمام والدتها خيار سوى الركض للحصول على بطاقة الجد وشاله. هللت بين القرويين. لنشر التهمة على الجد.
وتم القبض على جميع أفراد الأسرة، ومن ثم تم التعرف على الجناة الحقيقيين وهما الأب والأم. وللأسف كشف الطب الشرعي أن صورة الأب ظهرت في بصمة عين الفتاة.
والغريب أنه منذ عامين وقعت جريمة قتل شملت ابنة الجد، أي أخت الجاني، وبقيت الجريمة طي الكتمان حينها، دون علم الجاني.
انعدام الإنسانية والضمير
لقد اختفت الإنسانية والرحمة من القلوب إلا من رحم الله. إلى متى سنستيقظ على جرائم تدمع أعيننا؟ إلى متى سيبقى الاستقرار والأمن ورقة هشة ينتهكها شعب لا يرحم ولا إنساني؟
ما نحققه في حياتنا ليس إلا ما كسبت أيدينا. أتمنى أن نعود مرة أخرى وندعو الله أن يرفع عنا مصيبة ما يصيب نفوسنا، وما يرتكبه من لا قلب له ولا ضمير. ويجب علينا أن نطلب الهداية من رب العالمين، وأن يعافينا مما يصيب الآخرين. أتمنى أن نعيش حياة خالية من العيوب، خالية من العيوب، ولا تستيقظ على أي شيء مضر. سمعنا وأبصارنا.
أتمنى ألا يتكرر مقتل فتاة بريئة من حولنا، ولن تتكرر الأحداث والجرائم التي حطمت قلوبنا وتجاوزت إدراك عقولنا. عافانا الله وإياكم مما ابتلى به غيرنا، ووفقنا لما يحب ويرضا.