حكم قول “اللهم إني نويت صيام رمضان كاملاً” ونية صيام رمضان، أن شهر رمضان شهر مبارك فاضل تكثر فيه الحسنات المباركة وتقل فيه الجرائم بسبب فضله تصفد الشياطين في هذا الشهر، وأن شهر رمضان شهر القرآن، حيث نزل فيه القرآن ليلة القدر، وهذا الشهر يجمع بين أنه شهر فاضل والصوم، وبالتالي كل شيء مبارك، والعمل له أضعاف، والدعاء لا يرد.
نية صيام شهر رمضان بأن يقول: اللهم إني نويت صيام رمضان
كل عمل تنوي القيام به قبل البدء به، وسنتحدث عن نية شهر رمضان على النحو التالي:
- النية هي عمود الصيام وركنه، فلا بد من النية حتى يتمه بشكل صحيح ويتقبله الله عز وجل.
- وكل عمل يجب أن تنويه في العبادة فهو خالص لوجه الله تعالى، والنية محلها القلب.
- النية في رمضان هي من غروب الشمس إلى الفجر، أي أن تنوي قبل أن تبدأ في الامتناع عن الأكل والشرب.
- لكن يجوز أن تنوي في اليوم الأول ثم لا تنوي بعد ذلك، لأن السحور محل النية، فلا تفعله إلا وأنت صائم.
- أي أنك عندما تقوم للسحور تخبر نفسك أنك تتسحر حتى تمتنع بعد ذلك. والأهم هو نية اليوم الأول.
- لكن عندما تقطع الصيام لسبب شرعي، وعندما تعود تكرر النية مرة أخرى كما لو كان ذلك في أول يوم من رمضان.
- النية دائما مبنية على القلب. ويجب أن تنوي بقلبك أن تصوم رمضان إيمانا واحتسابا للأجر من الله عز وجل.
أنظر أيضا:
حكم قول: اللهم إني نويت صيام شهر رمضان كله
والحكمة من النية أن تكون صادقة لوجه الله تعالى. وسنذكر حكم نية صيام شهر رمضان كله كما يلي:
- لا يجوز للإنسان أن يقول: اللهم إني نويت صيام رمضان، فإن توفيتني قبل أن يأتي فاكتبني من الصائمين.
- أي أنه لا يجوز للإنسان أن يتلفظ بالنية ويقول ما نوى بلسانه، لأن محل النية القلب لا اللسان، وهذا صحيح.
- وقد أكد أكثر أهل العلم على أنه لا يجوز الدعاء بنية الصيام، لأن النية محلها القلب، ولا يجوز التلفظ بها باللسان.
- وذلك لأن التلفظ بالنية بدعة، أي محدثة من محدثات أحدثوها في الدين، وهذا محرم شرعا.
- لا يوجد حديث محدد في السنة النبوية تنوين فيه الصيام، ولا حتى في القرآن الكريم، فيردد الناس أي دعاء.
- لكن كل هذه الأدعية يقال إنها لا تجوز، والله أعلم، لأن النية ليست دعاء، بل محلها القلب.
- إن النية في أي عمل، وخاصة الصيام، تكون بالقلب، بحيث تكون خالصة لله تعالى، وليست باللفظ.
أنظر أيضا:
النية وحكمها في الصيام
كل شيء في الدين له حكم شرعي، كالصيام والنية فيه، وفيما يلي حكم النية في الصيام:
- نية الصيام واجبة، فهي ركن من أركان الصيام، ولا يصح للإنسان أن يصوم دون نية الصيام.
- كما أنها واجبة على جميع العبادات سواء كانت فرضاً أو تطوعاً. ويجب عليك أن تعقد النية قبله وفي قلبك، وإلا فلا تصح.
- فقال صلى الله عليه وسلم: «ولكن في الجسد مضغة. فإذا صلحت صلح سائر الجسد، وإذا فسدت فسد..
- “…إنه ينتمي إلى سائر الجسد، ولكنه القلب.” وهذا دليل واضح على أن النية محلها القلب، وأنها أساس كل عبادة.
- والمقصود هو العزم على فعل شيء ما، وخاصة في العبادات التي لا تصح العبادة إلا بها، سواء كانت واجبة أو تطوعية.
- ثم إنه ركن مهم من أركان الصيام، لذا يشترط لصحة الصيام أن يكون قبله نية، نية صادقة من القلب، وليس كلاماً.
- ولما قال صلى الله عليه وسلم عن النية: إن الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى، فمن صام رمضان نوى.
أنظر أيضا:
شروط نية الصيام
وكل شيء مهم له شروط، مثل شروط الصلاة، وهي الطهارة والوضوء. كما أن هناك شروطًا لنية الصيام، وهي:
في المذهب الشافعي
- ويجب أن تكون النية قبل طلوع الفجر، أما إذا نويتها بعد انتظار طلوع الفجر فهي باطلة.
- كما يجب تكرار النية في كل أيام رمضان. ولا يصح أن يقولها في اليوم الأول فقط ويقصد به القضاء أو الصيام.
المذهب الحنفي
- كما نص الفقهاء على تكرار النية في جميع أيام رمضان، ولا يصح قولها إلا في اليوم الأول من رمضان.
- وإثبات النية أيضاً في الليل، ولو كان محدداً أيضاً، لا يجب أن يكون معلقاً على شيء، أو شرطاً له على شيء.
المذهب المالكي
- ويشترط القيام بكل ما نص عليه الحنفية، مثل تحديد نية الصيام وأن تكون نية الصيام أو القضاء.
المذهب الحنبلي
- والنية هي المبيت من غروب الشمس إلى قبيل الفجر بقليل، وهي صحيحة سواء كان رمضان أو الحيض.
- وفي هذه العقيدة شرط إضافي وهو التأكد من نيتك وعدم التردد فيها، والله أعلم بما في قلبك.
وفي نهاية موضوعنا تحدثنا عن حكم قول: “اللهم إني نويت صيام شهر رمضان كله”، وعن نية صيام شهر رمضان. وتحدثنا عن فضل هذا الشهر وكيفية عقد النية بحيث يكون مكانها في القلب.